أقول : فإن كان مجالد بن سعيد ليس بالقوي ـ فيما يرى ـ فانّ الشعبي ـ فيما أرى ـ ناصبي كذاب تالف ، ولا أتجنّ عليه في تكذيبه فإنّه قال : « من زعم أنّه شهد الجمل من أهل بدر إلاّ أربعة فكذّبه ، كان عليّ وعمّار في ناحية وطلحة والزبير في ناحية » (١) مع أنّه قد روى الذهبي وغيره قول المطلّب بن زياد عن السُدي : « شهد مع عليّ يوم الجمل مائة وثلاثون بدرياً وسبعمائة من أصحاب النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) » (٢) فمن هو الكذّاب الأشر؟!
ومع ذلك فلم يروَ لنا اعتذار الإمام وملاطفته وما جرى بينه وبين الأشتر من كلام كما مر عن ابن أبي الحديد في الرواية المجهولة الهويّة!!
وذكرها الطبري في تاريخه في خبر عن كليب الجرمي قال فيه : « واستعمل ـ عليّ ـ عبد الله بن عباس وهو يريد أن يقيم حتى يُحكم أمرها ، فأمرني الأشتر أن اشتري له أثمن بعير بالبصرة ففعلت فقال إئت به عائشة واقرئها مني السلام ففعلت فدعت عليه وقالت : اردده عليه ، فأبلغته فقال : تلومني عائشة ان أفلتّ ابن اختها. وأتاه الخبر باستعمال عليّ ابن عباس فغضب وقال : على ما قتلنا الشيخ إذاً ، اليمن لعبيد الله ، والحجاز لقثم ، والبصرة لعبد الله ، والكوفة لعليّ ، ثمّ دعا بدابته فركب راجعاً ، وبلغ ذلك عليّاً فنادى الرحيل ، ثمّ أجدّ السير فلحق به ، فلم يُره أنّه قد بلغه عنه ، وقال : ما هذا السير سبقتنا ، وخشي إن تُرك والخروج أن يوقع في أنفس الناس شراً » (٣).
____________
(١) العقد الفريد ٤ / ٣٢٨.
(٢) سير أعلام النبلاء ٢ / ٦٣٩ ط دار الفكر.
(٣) تاريخ الطبري ٥ / ١٩٤ ط الحسينية.