ولكن أوفى من رواه هو المدائني ٢٢٥ هـ ، وعنه ابن أبي الحديد ٦٥٥ هـ في شرح النهج ، وروايته تكاد تكون مطابقة لما رواه ابن أعثم ٣١٤ ، وها نحن نذكر الكتاب نقلاً عنه بإضافة ما في رواية المدائني نقلاً عن شرح النهج لابن أبي الحديد (١) جاعلين ذلك بين قوسين للتمييز.
« ذكر كتاب عبد الله بن عباس من البصرة إلى الحسن بن عليّ (رضي الله عنهما)
قال : فلمّا مضى عليّ بن أبي طالب (رضي الله عنه) إلى سبيل الله اجتمع الناس إلى ابنه الحسن ، فبايعوه ورضوا به وبأخيه الحسين من بعده.
قال : فنادى الحسن في الناس فجمعهم في مسجد الكوفة ثمّ صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال :
أيها الناس إنّ الدنيا دار بلاء وفتنة ، وكلّ ما فيها فائل إلى زوال واضمحلال ، وقد نبأنا الله عنها لكي نعتبه وتقدم إلينا فيها بالوعيد لكي نزدجر ، فلا يكون له علينا حجة بعد الإعذار والإنذار ، فازهدوا فيما يفنى ، وارغبوا فيما يبقى ، وخافوا الله في السر والعلانية ، ألا وقد علمتم أنّ أمير المؤمنين عليّاً (رحمه الله) حياً وميتاً عاش بقدر ومات بأجل ، وإنّي أبايعكم على أن تحاربوا من حاربت وتسالموا من سالمت.
فقال الناس : سمعنا وأطعنا ، فمرنا بأمرك يا أمير المؤمنين.
قال : فأقام الحسن بالكوفة بعد أبيه شهرين كاملين لا يُنفّذ إلى معاوية أحداً ، ولا ذكر المسير إلى الشام.
قال : وإذا بكتاب عبد الله بن عباس قد ورد عليه من البصرة فإذا فيه :
____________
(١) شرح النهج لابن أبي الحديد٤ / ٨ ط مصر الأولى و ١٦ / ٢٣ ط محققة.