ولا يبعد أن يكون التصحيف في الخط ، أو سوء الفهم في القراءة أخذ مكانه في النص ، خصوصاً إذا لاحظنا قواعد الخط القديم حيث تحذف الألف المشالة في وسط الكلمة ويعوّض عنها مكانها بألف صغيرة كما في (الصلوة والزكوة). وهذا فيما أرى قريباً من واقع الحَدَث كما رواه البلاذري أيضاً في ترجمة الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) حيث ذكر مسألة حمل ابن عباس لبيت مال البصرة في عهد الإمام ، وأنّه فارقه. ولمّا كنّا أشرنا سابقاً إلى أنا سوف نبحث ذلك في الحلقة الرابعة (ابن عباس في الميزان) فلا نتعجل التفاصيل الآن ونكتفي بما رواه في خصوص المطاردة.
قال : « ولمّا أراد ابن عباس الخروج دعا أخواله من بني هلال ليعينوه ، فجاءه الضحاك بن عبد الله الهلالي ـ وهو كان على شرطة البصرة ـ وعبد الله بن رزين الهلالي ، وقبيصة بن عبد عون الهلالي وغيرهم من الهلاليين ، فقال الهلاليون : لا غناء بنا عن اخواننا من بني هوازن ، ولا غناء بنا عن اخواننا من بني سليم فاجتمعت قيس كلّها.
وصحب ابن عباس أيضاً سنان بن سلمة بن المحبق الهذلي ، والحصين بن أبي الحر العنبري ، والربيع بن زياد الحارثي فلمّا رأى عبد الله مَن معه ، حمل المال وهو ستة آلاف الف في الغرائر (١) ثمّ سار.
واتبعه اخماس البصرة كلّهم فلحقوه بالطف على أربعة فراسخ من البصرة ، إرادة أخذ المال منه.
فقالت قيس : والله لا يصلون إليه ومنّا عين تطرف.
____________
(١) الغرائر بالكسر شبه العدل. المصباح المنير غرر.