بعضاً منهم ، فيذكر ذويب الخزاعي منهم ، وناجية الأسلمي منهم (١) (؟)
وأعود إلى الأفغاني الذي استدرجني إلى هذه الجولة لأقول له في الختام :
أرأيت كيف كان ابن عباس أوعى وأذكى وأزكى في حديثه حين سمّى من عَرفهم ، وهو لم يفتل فتلاً ولا حبلاً ولا دق طبلاً (؟!!)
وأمّا فتياه فقد كانت هي الفتيا الصحيحة ، ورأيه هو الصواب ، وهو على رأي الإمام عليه السلام ورأي عمر وابنه وقيس بن سعد ، وهؤلاء كلّهم من الصحابة بينهم خليفتان ، مضافاً إلى نفر من فقهاء التابعين كالنخعي وعطاء وابن سيرين وآخرين.
وحسب ابن عباس أنّه كان على رأي عليّ أمير المؤمنين عليه السلام الذي هو مع الحقّ والحقّ معه كما قال صلى الله عليه وآله وسلم (٢) ، ولو بحثنا عن جذور المسألة تاريخياً
____________________
(١) راجع المحلى لابن حزم ٧ / ٢٦٩ عن ابن عباس قال بعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مع فلان الأسلمي ثماني عشرة بدنة ... وفي سنن ابن ماجة ٢ / ١٠٣٦ برقم ٣١٠٥ عن ابن عباس ان ذويباً الخزاعي حدث ان النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم كان يبعث معه بالبدن ... وفي سنن أبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجة سمي الأسلمي وهو ناجية ، وقال الترمذي : حديث ناجية حديث حسن صحيح. وفي المبسوط للسرخسي الحنفي ٤ / ١٤٥ : ان النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم بعث عام الحديبية الهدايا على يد ناجية بن جندب الأسلمي ...
(٢) تاريخ بغداد ١٤ / ٣٢١ بسنده عن أبي ثابت مولى أبي ذر قال دخلت على أم سلمة فرأيتها تبكي وتذكر عليّاً فقالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : ( عليّ مع الحقّ والحقّ مع عليّ ولن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض يوم القيامة ) ، وهذا ما رواه سعد بن أبي وقاص أيضاً وقد قال سمعت في بيت ام سلمة ، فأرسل معاوية إلى أم سلمة فسألها فقالت قد قاله رسول الله في بيتي ، فقال معاوية لسعد : ما كنت عندي قط ألوم منك الآن فقال : ولم؟ قال : لو سمعت