لوجدناها من أيام كان ابن عباس بالمدينة قبل أن يخرج منها مع الإمام عليه السلام فكان يبعث هديه ويتجرّد كما كان يفعل ذلك الإمام أمير المؤمنين عليه السلام أيضاً.
فقد روى الشيخ الطوسي في ( التهذيب ) بسنده عن الإمام الصادق عليه السلام قال : ( أنّ ابن عباس رضي الله عنه وعليّاً عليه السلام كانا يبعثان بهديهما من المدينة ثمّ يتجرّدان ، وإن بعثا بهما من أفق من الآفاق واعدا أصحابهما بتقليدهما وإشعارهما يوماً معلوماً ، ثمّ يمسكان يومئذ إلى يوم النحر عن كلّ ما يمسك عنه المحرم ، ويجتنبان كلّ ما يجتنب المحرم ، إلاّ أنّه لا يلبي إلاّ من كان حاجاً أو معتمراً ) (١). والحديث صحيح الإسناد (٢).
وقد استمر كذلك حتى في أيام ولايته على البصرة ، كما سيمرّ مزيد بيان عن ذلك في تاريخ ولايته.
( الحديث الثاني ) :
عن ابن عباس ـ وهذا أخرجه مسلم في صحيحه ، كتاب الحج بابّ التقصّير في العمرة ـ وهو صحيح السند وواضح الدلالة (٣).
وأمّا حكاية قول البيهقي : ( قد قررنا ... ) فذلك قاله عقب حديث ابن
____________________
من النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم لم أزل خادماً لعليّ حتى أموت. أخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد ٧ / ٢٣٦ ، ولم يسم معاوية بل كنى عنه بأحد وبالرجل. وهذه سجية علماء التبرير في كل زمان ومكان.
(١) تهذيب الأحكام ٥ / ٤٢٤.
(٢) كما في الجواهر ٢٠ / ١٦٠ ط الآداب النجف.
(٣) صحيح مسلم ٤ / ٥٨ ط صبيح.