عباس ولفظه : ( قد روينا عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ، ثم عن أبي ذر ما دلّ على أنّ فسخهم للحج بالعمرة كان خاصاً للركب من أصحاب النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ، وأنّ غيرهم إذا حجّوا أو قرنوا ثم طافوا طواف القدوم لم يحلّوا حتى يكون يوم النحر فيحلون بما جعل به التحلل والله أعلم ...
ثم ساق حديث ابن عمر ) (١).
أقول : ومن الغريب من البيهقي أن يذكر هذا! وهو الذي روى في باب من أختار التمتع بالعمرة إلى الحج… حديث مسلم في صحيحه عن مجاهد ، عن ابن عباس ، عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال : ( هذه عمرة استمتعنا بها فمن لم يكن معه هدي فليحلّ الحلّ كلّه فقد دخل العمرة في الحج إلى يوم القيامة ) (٢).
وأوضح من ذلك حديث عائشة ـ وقد أخرجه مسلم في الصحيح أيضاً ـ قالت : ( قدمنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأربع أو لخمس مضين من ذي الحجّة ، قالت : فدخل عليَّ يوماً وهو غضبان ، قلت : من أغضبك يا رسول الله أدخله الله النار (٣)؟ قال : ( أما شعرتِ أنّي أمرت الناس بأمر فإذا هم
____________________
(١) راجع سنن البيهقي ٥ / ٧٨ ، باب تعجيل الطواف بالبيت.
(٢) سنن البيهقي ٥ / ١٨ ط دار الفكر بيروت.
(٣) لا ينقضي العجب من أم المؤمنين فهي إذ تقول للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ( من اغضبك ادخله الله النار ) فهل كان خروجها من بيتها إلى البصرة رضاً لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ أولم ينهها عن ذلك كما في حديث الحوأب ثم في حربها للإمام هل كان رضأً لله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم؟ كيف وهو الذي قال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم حربك حربي وسلمك سلمي ، بأنها أورثت الأمة معاناة التوفيق والتلفيق.