أحدها : أن يقدر مضاف محذوف كقوله تعالى ( وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ ) أى أهل القرية يعنى فرسول الله صلىاللهعليهوآله صاحب الذكر اى القرآن أو نحو ذلك من التقديرات وهذا قريب مع انه يحتمل سقوطه من بعض النساخ وان اتفقت فيه النسخ.
وثانيها : ان يكون الذكر في كلام الامام عليهالسلام مصدر بمعنى المفعول كقوله تعالى ( هذا خَلْقُ اللهِ ) وقولهم ثوب نسج اليمن وغير ذلك فالتقدير رسول الله صلىاللهعليهوآله المذكور ويخصّ المذكور (١) في قوله ( لَكَ وَلِقَوْمِكَ ) يعنى ان الخطاب له.
وثالثها : ان يكون المراد بالذكر في كلامه عليهالسلام القرآن وحمله على الرسول عليهالسلام على وجه المبالغة لاختصاصه بعلمه ونزوله عليه وكونه حافظه ومفسرة وغير ذلك.
ورابعها : أن يكون فيه وهم من بعض الرواة ويكون في تفسير قوله تعالى : ( فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ ) أو يكون سقط منه شيء أوجب ذلك اما من الحفظ أو الكتابة ويكون في تفسير الآيتين أو يكونا حديثين سقط عجز الأول وصدر الثاني من أصل الكتاب والقرينة على ذلك عدم ذكر القوم فيه وعدم ذكر الأهل في الآية مع تكرر ذكر الآيتين في أحاديث الباب المذكور وذكر القوم في تفسير تلك الاية ، والأهل في التفسير هذه الآية ، وهو الذي ينبغي ويناسب بلاغتهم عليهمالسلام فصار محل الاشتباه.
وخامسها : انه يفهم من كلام بعض قدماء النحويين انهم يسمون الضمير كناية ويسمونه ذكرا وزمان المشار إليهم قريب من زمان الأئمة عليهمالسلام فيمكن ان يراد بالذكر في الحديث الضمير في ( لَكَ وَلِقَوْمِكَ ) دون ضمير انه وذلك للقرب والتكرار وكونه أخص وأعرف مع امتناع ارادة ضمير انه كما عرفت.
وسادسها : ان يكون المراد بالذكر في الآية الرسول كما هو ظاهر الحديث وتكون الكاف في ( لَكَ وَلِقَوْمِكَ ) غير متوجه الى مخاطب معين بل الى كل من
__________________
(١) فالتقدير رسول الله (ص) حد المذكور في قوله لك ولقومك خ.