معنى يعلمه الراسخون في العلم وهم المخاطبون به قد عرّفهم الله تفسيره وتأويله والنصوص بذلك متواترة فلا ينافي الحكمة ولا يترتب عليه المفسدة واستحالة تأخير البيان ممنوعة وسند المنع له محل آخر.
وعن الثاني : بوجوه أحدهما : ان مفهوم العدد ليس بحجة اتفاقا من علمائنا ومن كان عنده عشرة دراهم جاز ان يقول عندي سبعة دراهم وليس في الحديث حصر ليلزم الكذب ولعل الحكمة اقتضت الاخبار بهذا القدر وان لم يظهر لنا وجه الحكمة.
وثانيها : ان يكون السبعة هم الذين اعقبوا وولد لهم أولاد كثيرة فيخرج منهم الرضا (ع) إذ لم يولد له غير الجواد (ع) ويخرج الجواد إذ لم يولد له من الذكور غير الهادي (ع) ويخرج العسكري (ع) إذ لم يولد له غير المهدى (ع) ذكر ذلك المفيد ره في إرشاده أن أولاد أمير المؤمنين (ع) سبعة وعشرون ولدا ، وان أولاد الحسن خمسة عشر ولد أو ان أولاد الحسين عليه ستة ، وأن أولاد على بن الحسين (ع) خمسة عشر ، وان أولاد الباقر (ع) سبعة وان أولاد الصادق (ع) عشرة وان أولاد الكاظم (ع) سبعة وثلاثون وان ولد الرضا (ع) واحد وهو الجواد (ع) وان ولد الجواد (ع) أربعة ذكر واحد وثلث بنات وان ولد الهادي (ع) خمسة وان ولد العسكري (ع) واحد وهو صاحب الأمر (ع) ولا غير.
وإذا كان ثلاثة منهم لا ولد له الا واحد فأولاده أولاده وحصل التداخل فرجعت العشرة إلى سبعة لأن الأولاد معتبرة هنا لقوله ( فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ ).
وثالثها : ان يكون المراد سبعة من العشرة أولهم الحسين وآخرهم القائم كما صرح به في الخبر والخمسة الأخر مبهمة في جملة ثمانية لعدم اقتضاء الحكمة تعيينهم كما أخفيت أشياء كثيرة للمصلحة وتكون السبعة هم الذين يولد لكل واحد منهم مائة ولد من صلبه بالكوفة يعني في الرجعة كما صرح به في غيره لقوله ( أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ ) وإذا كانت أنبتت عشرا منها سبعة يولد