لا يليق صدوره عن أحد من العقلاء فضلا عن الفضلاء.
قال المعاصر : الحادي والعشرون ( لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا إِذا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا ) (١) وأطال الكلام فيها بما لا طائل تحته.
أقول : لا يخفى ضعف دلالتها لاختصاصها بمن جمع الصفات المذكورة كلها من الايمان والعمل الصالح والتقوى والإحسان بل هي مخصوصة بمن آمن وعمل صالحا قبل نزول الآية كما دل عليه الفعلان الماضيان لعدم دلالتهما على الحال والاستقبال قطعا ثم لا بد من اتصافهم بباقي الصفات وهي مخصوصة أيضا بالطعام لا دلالة لها على غيره بل بالطعام الذي طعموه في الزمان الماضي لقوله فيما طعموا وبذلك صرح الطبرسي فخصه بما وقع قبل نزول الآية فكيف يستدل بها بعد نزولها بأكثر من ألف سنة وبعد التنزل عن جميع ذلك نقول انها مخصوصة بغير الخبائث والمشتبهات بها بدلالة الآيات السابقة وغيرها وقد ورد فيها بعينها حديث معتمد تضمن ان أهل هذه الاية لا يأكلون ما لا يحل لهم ومعلوم ان مثلهم يترك ما زاد عن قدر الكفاية بل عن قدر الضرورة من المحرمات والشبهات بل المباحات لقولهم عليهمالسلام في حد الزاهد ، من ترك حرامها مخافة عقابه وحلالها مخافة حسابه.
قال المعاصر : الثانية والعشرون ( وَأَخْرَجْنا مِنْها حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ ) إلى قوله ( لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ ) (٢).
الثالثة والعشرون ( أَوَلَمْ يَرَوْا أَنّا خَلَقْنا لَهُمْ مِمّا عَمِلَتْ أَيْدِينا أَنْعاماً فَهُمْ لَها مالِكُونَ وَذَلَّلْناها لَهُمْ فَمِنْها رَكُوبُهُمْ وَمِنْها يَأْكُلُونَ وَلَهُمْ فِيها مَنافِعُ وَمَشارِبُ أَفَلا يَشْكُرُونَ ) (٣).
الرابعة والعشرون ( وَنَزَّلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً مُبارَكاً فَأَنْبَتْنا بِهِ جَنّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ وَالنَّخْلَ باسِقاتٍ لَها طَلْعٌ نَضِيدٌ رِزْقاً لِلْعِبادِ ) (٤).
__________________
(١) المائدة : ٩٣
(٢) يس : ٣٥
(٣) يس : ٧٣
(٤) ق : ١٠