متعلّقا بالتوصّل ، والمعنى واحد. ويمكن على الأخير أن يكون بيانا لكيفية التوصّل إلى المعرفة في الأطرش والأخرس معا حيث إن الصمم قد يصل إلى حد لا يسمع شيئا ، ويحتاج تفهيمه إلى الإشارة كما شاهدنا في جماعة ، والاحتياج إلى المترجمين العدلين حينئذ ؛ لأنّه قد يختلف الفهم من الإشارة ، فلو لم يكونا عدلين لاحتمل أن يكون إشارتهما إلى الأخرس بما يتضمّن التدليس [ مثل ] أن يشيرا إليه بما هو يعتاد ( كذا ) أن يفهم خلاف المطلوب وإن كانت ظاهرة عند غيره فيه.
القول في اليمين
قوله : وأسمائه الخاصّة.
المراد بأسمائه الخاصّة ما لا يطلق إلّا عليه سبحانه كالرحمن ، والرحيم ، والخالق ، لا بمثل : العالم والنافع إلّا بانضمامه مع ما يكون مختصّا به ، كما يدلّ عليه قوله بعد ذلك :الرحمن الرحيم ، الطالب الغالب ، إلى آخره
وعطف « الأسماء » على قوله : « بالله » إمّا عطف تفسيري يفسر الحلف بالله : بأنّه الحلف بأسمائه المختصّة حيث إنّه لا يعبّر عن الذات إلّا بالأسماء أو من عطف العام على الخاص حيث إن لفظة « الله » أيضا من الأسماء ، أو يقدّر مضاف أي : وسائر أسمائه الخاصّة ، أو المراد من الحلف بالله : الحلف بالذات المقدّسة من غير الاسم كما أن يصرّح بلفظة « الذات » ، ويقال : « بذات الله » ، أو يجيء بوصف دالّ على الذات ، كأن يقال : بالذي لا إله إلّا هو أو بالذي خلق كلّ شيء وأمثال ذلك. فالمراد : أنّ الحلف يجب أن يكون بما يدلّ على تلك الذات المقدّسة من غير شائبة اشتراك ، ولو لم يكن ما يعبّر به عنها من أسمائه الخاصة ، أو باسمائه الخاصّة الدالة على الذات.
فلا يرد : أنّ الحلف بالأسماء أيضا حلف بالذات ؛ لأنّ المراد منها المسمّى.
قوله : ولو اضاف الى آخره
حيث إنّه يعتقد أنّ النور إله ، فيحتمل إرادته من الجلالة [ حين ] الحلف بها حيث إنّه موافق لاصطلاحه ، فلا يكون حالفا بالله تعالى ، فلا بدّ بأن يضمّ ما يزيل ذلك الاحتمال عن اللفظ على اصطلاح الحالف.