ومثل تسيير نصر بن حجاج (١) بلا استحقاق.
وعمله مع عمّاله بلا ميزان شرعيّ (٢) ، فإنّهم إن كانوا من الأُمناء ،
__________________
الحديد ـ ١٢ / ٧٣ ، كنز العمّال ٣ / ٨٠٩ ح ٨٨٣٠.
ومن ذلك أنّ عمر كان يأتي مجزرة الزبير بن العوّام بالبقيع ، ولم يكن بالمدينة مجزرة غيرها ، فيأتي معه الدرّة ، فإذا رأى رجلا اشترى لحماً يومين متتابعين ، ضربه بالدرّة ، وقال : ألا طويتَ بطنك يومين؟!
انظر : مناقب عمر : ٨٤ ، كنز العمّال ٥ / ٥٢٢ ح ١٣٧٩٧.
ومن ذلك أنّ ابناً له دخل عليه وقد ترجّل ولبس ثياباً حساناً ، فضربه بالدرّة حتّى أبكاه ، فقالت له حفصة : لِمَ ضربته؟! قال : رأيتُه قد أعجبته نفسه ، فأحببت أن أُصغّرها إليه.
انظر : تاريخ الخلفاء ـ للسيوطي ـ : ١٦٦.
ومن ذلك أنّه عضَّ يدَ ابنه عبيد الله حتّى صاح ؛ لأنّه تكنّى بأبي عيسى.
وكان عمر إذا غضب على بعض أهله لم يشتفِ حتّى يعضّ يده.
انظر : شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ـ ١٢ / ٤٤.
ومن ذلك أنّ عمر بن الخطّاب خبِّر برجل يصوم الدهر ، فجعل يضربه بمخفقته ، ويقول : كُلْ يا دهر! كُلْ يا دهر!
انظر : مناقب عمر : ١٩٨.
(١) هو : نصر بن الحجّاج بن عِلاط السُّلَمي البَهْزي ، شاعر من أهل المدينة ، كانت لأبيه صحبة ، وكان جميلا ، سيّره عمر إلى البصرة ؛ لأنّ عمر سمع امرأة حينما كان يعسّ ليلا في شوارع المدينة وهي تتغنّى بنصر وتقول :
هل من سبيل إلى خمر فأشربها؟ |
|
أم هل سبيل إلى نصر بن حجّاجِ؟ |
فأصبح عمر وسأل عنه فوُصف له ، فدعا به فإذا هو أجمل الناس ، فقال له عمر : والله لا تساكنّي بلاداً أنا بها! فسيّره من المدينة إلى البصرة.
انظر : الطبقات الكبرى ـ لابن سعد ـ ٣ / ٢١٦ ، عيون الأخبار ـ لابن قتيبة ـ ٤ / ٢٤ ، تاريخ دمشق ٦٢ / ١٨ رقم ٧٨٥٤ ، مجمع الأمثال ـ للميداني ـ ٢ / ٢٥٣ رقم ٢١٨٧.
(٢) الطبقات الكبرى ـ لابن سعد ـ ٣ / ٢٣٣ ، العقد الفريد ١ / ٥٤ و ٥٥ ، مناقب عمر : ٦٩ ، شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ـ ١٢ / ٧٥ ، تاريخ الخلفاء ـ للسيوطي ـ : ١٦٥.