هذا علي قد أقبل كما ترونه وهو يقسم بالله لئن حوّل من هذه القبور حجر ليضعن السيف في رقاب الآمرين.
فتلقاه الرجل ومن معه من أصحابه وقال له : مالك يا أبا الحسن ، والله لننبشن قبرها ونصلّي عليها.
فأخذ علي بجوامع ثوبه ثم ضرب به الأرض وقال : يابن السوداء ، أمّا حقّي فقد تركته مخافة ارتداد الناس عن دينهم ، وأمّا قبر فاطمة فوالذي نفسي علي بيده لئن رمت أنت أو أصحابك شيئاً لأسقين الأرض من دمائكم ، فان شئت فافعل يا ثاني.
وجاء الأول وقال له : يا أبا الحسن بحقّ رسول الله وبحقّ فاطمة إلّا خلّيت عنه فانا لسنا فاعلين شيئاً تكرهه ، فخلى عنه وتفرّق الناس ولم يعودوا إلى ذلك (١).
* * *
__________________
(١) دلائل الامامة : ٤٧.