واعلمي أن بيته بيت الوحي والنبوة ، والعلم والآداب والحكمة ، فان تجديها أهلاً لأن تكون خادمة في هذا البيت وإلّا فلا.
فقالت زوجته ذات القلب المفعم بالولاء للامامة :
يا حزام إنّي ـ والله ـ ربيتها وأحسنت تربيتها ، وأرجو الله العلي القدير أن يسعد جدّها ، وأن تكون صالحة لخدمة سيدي ومولاي أمير المؤمنين عليهالسلام ، فزوجها به (١).
فأقبل حزام على ابنته يهنئها ويشركها في فرحته :
يهنيك فاطمة بالفارس البطل |
|
نعم القرين أمير المؤمنين علي عليهالسلام |
من للأنام إمام حجة وولي |
|
للمؤمنين أمير والغدير جلي |
لمّا سمعت أم البنين عليهاالسلام أنها خطبت لأمير المؤمنين غمرها السرور وطار قلبها بالفرح والحبور ، وتناثر عرق الحياء على محياها كاللؤلؤ على صفيحة النور ، واختارت السكوت فلم تحرك لسانها ، وجنانها يتدفق بالكلمات تعبيراً عن فرحتها بهذا الزواج السعيد ....
أجل ؛ كيف لا تفرح ولا تغمرها السعادة؟! وهي ترى الحياء في عيني علي عليهالسلام وسلطان الاسلام في يديه ، والاستقامة والعدالة في خطواته ، ونور الهداية المحمدية في قلبه؟! ... وإنّ في هذه الزيجة المباركه فخراً عميماً ، وشرفاً عظيماً ، وسعادة لم تخيب ، لها ولأهلها وعشيرتها جميعاً.
لقد أقسمت أم البنين عليهاالسلام أنها ستكون كالأم الرؤوم للحسنين عليهماالسلام ، فدخلت إلى بيت العصمة تحمل معها عالماً من المحبة والمودة والحنان.
* * *
__________________
(١) أنظر : مولد العباس محمد علي الناصري : ٣٥ وما بعدها.