(٣١٢) ـ
و * يا زيد زيد اليعملات*
فيجب نصب الثانى ، ويجوز فى الأول : الضم ، والنصب.
__________________
الجر ، فالجر باللام وإن كانت مقحمة كالجر بالباء وهى زائدة ، وإنما أقحمت مراعاة لعمل «لا» لأنها لا تعمل إلا فى النكرات ، وثبتت الألف مراعاة للاضافة ، فاجتمع فى هذه الكلمة شيئان متضادان : اتصال ، وانفصال ، فثبات الألف دليل على الاتصال من جهة الإضافة فى المعنى ، وثبات اللام دليل على الانفصال فى اللفظ مراعاة لعمل «لا» ، فهذه مسألة قد روعيت لفظا ومعنى ، وخبر «لا» محذوف : أى لا أبالكم بالحضرة.
الشاهد فيه : قوله «يا تيم تيم عدى» حيث تكرر لفظ المنادى ، وقد أضيف ثانى اللفظين ، فيجب فى الثانى النصب ، ويجوز فى الأول الضم والنصب ، على ما أوضحناه فى الإعراب ، وأوضحه الشارح العلامة.
٣١٢ ـ وهذه قطعة من بيت لعبد الله بن رواحة الأنصارى ، يقوله فى زيد بن أرقم ـ وكان يتيما فى حجره ـ يوم غزاة مؤتة ، وهو بكماله :
يا زيد زيد اليعملات الذّبّل |
|
تطاول اللّيل عليك فانزل |
اللغة : «اليعملات» بفتح الياء والميم : الإبل القوية على العمل «الذبل» جمع ذابل أو ذابلة أى ضامرة من طول السفر ، وأضاف زيدا إليها لحسن قيامه عليها ومعرفته بحدائها ، وقوله «تطاول الليل عليك ـ إلخ» يريد انزل عن راحلتك واحد الإبل ، فإن الليل قد طال ، وحدث للابل الكلال ، فنشطها بالحداء ، وأزل عنها الإعياء.
الإعراب : «يا» حرف نداء «زيد» منادى مبنى على الضم فى محل نصب ، أو منصوب بالفتحة الظاهرة ، كما تقدم فى البيت قبله «زيد» منصوب لا غير ، على أنه تابع للسابق ، أو منادى ، وزيد مضاف و «اليعملات» مضاف إليه «الذبل» صفة لليعملات.
الشاهد فيه : قوله «يا زيد زيد اليعملات» حيث تكرر لفظ المنادى ، وأضيف ثانى اللفظين كما سبق فى الشاهد الذى قبل هذا. ويجوز فى الأول من وجوه الإعراب الضم على أنه منادى مفرد ، والنصب على أنه منادى مضاف ، وفى الثانى النصب ليس غير ، ولكن لهذا النصب خمسة أوجه ، وقد بيناها فى إعراب البيت السابق وذكرها الشارح.