نحو قوله تعالى : (هَدْياً بالِغَ الْكَعْبَةِ) وإنما يفيد التخفيف ؛ وفائدته ترجع إلى اللفظ ؛ فلذلك سميت الإضافة فيه لفظية.
وأما القسم الأول فيفيد تخصيصا أو تعريفا ، كما تقدم ؛ فلذلك سميت الإضافة فيه معنوية ، وسميت محضة أيضا ؛ لأنها خالصة من نية الانفصال ، بخلاف غير المحضة ؛ فإنها على تقدير الانفصال ، تقول : «هذا ضارب زيد الآن» على تقدير «هذا ضارب زيدا» ومعناهما متّحد ، وإنما أضيف طلبا للخفة.
* * *
ووصل «أل» بذا المضاف مغتفر |
|
إن وصلت بالثّان : كـ «الجعد الشّعر» (١) |
أو بالّذى له أضيف الثّانى |
|
: كـ «زيد الضّارب رأس الجانى» (٢) |
لا يجوز دخول الألف واللام على المضاف الذى إضافته محضة ؛ فلا تقول : «هذا الغلام رجل» لأن الإضافة منافية (٣) للألف واللام ؛ فلا يجمع بينهما.
__________________
(١) «ووصل» مبتدأ ، ووصل مضاف و «أل» قصد لفظه : مضاف إليه «بذا» جار ومجرور متعلق بوصل «المضاف» بدل أو عطف بيان أو نعت لاسم الإشارة «مغتفر» خبر المبتدأ «إن» شرطية «وصلت» وصل : فعل ماض مبنى للمجهول فعل الشرط ، والتاء للتأنيث ، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هى يعود إلى أل «بالثان» جار ومجرور متعلق بوصلت ، وجواب الشرط محذوف يدل عليه سابق الكلام.
(٢) «أو» عاطفة «بالذى» جار ومجرور معطوف على قوله «بالثان» فى البيت السابق «له» جار ومجرور متعلق بقوله «أضيف» الآتى «أضيف» فعل ماض مبنى للمجهول «الثانى» نائب فاعل أضيف ، والجملة لا محل لها صلة.
(٣) فى بعض النسخ «معاقبة» والمقصود لا يتغير ؛ فإن معنى المعاقبة أن كل واحدة منهما تعقب الأخرى : أى تدخل الكلمة عقبها ؛ فهما لا يجتمعان فى الكلمة ، وسيأتى يقول «لما تقدم من أنهما متعاقبان».