الفصل الثانى
فى أحكام آخر الفعل المؤكد
الفعل الذى تريد تأكيده إما صحيح الآخر ـ وذلك يشمل : السالم ، والمهموز ، والمضعف ، والمثال ، والأجوف ـ وإما معتل الآخر ـ وهو يشمل الناقص ، واللفيف بنوعيه ـ ثم المعتل إما أن يكون معتلا بالألف ، أو بالواو ، أو بالياء.
وعلى أية حال ، فإما أن يكون مسندا إلى الواحد ـ ظاهرا ، أو مستترا ـ أو إلى ياء الواحدة ، أو ألف الاثنين ، أو الاثنتين ، أو واو جمع الذكور ، أو نون جمع النسوة.
فإن كان الفعل مسندا إلى الواحد ـ ظاهرا كان أو مستترا ـ بنى آخره على الفتح ، صحيحا كان آخر الفعل أو معتلا ، ولزمك أن تردّ إليه لامه إن كانت قد حذفت ـ كما فى الأمر من الناقص واللفيف ، والمضارع المجزوم منهما ـ وأن تردّ إليه عينه إن كانت قد حذفت أيضا ، كما فى الأمر من الأجوف والمضارع المجزوم منه ، وإذا كانت لامه ألفا لزمك أن تقلبها ياء مطلقا لتقبل الفتحة. تقول «لتجتهدنّ يا علىّ ولتدعونّ إلى الخير ، ولتطوبنّ ذكر الشر ، ولترضينّ بما قسم الله لك ، ولتقولنّ الحق وإن كان مرا» وتقول : «اجتهدنّ ، وادعون ، واطوينّ ، وارضينّ ، وقولنّ».
وإن كان الفعل مسندا إلى (١) الألف حذفت نون الرفع إن كان مرفوعا (٢) ،
__________________
(١) لا تنس أن المسند إلى ألف الاثنين إن كان مضعفا وجب فيه الإدغام ، فتقول فيه مؤكدا : «غضان» وإن كان أجوف لم تحذف عينه ، وإن كان ناقصا أو لفيفا لم تحذف لامه ، وإنما تنقلب ـ إذا كانت ألفا ياء ، فى المضارع والأمر مطلقا.
(٢) العلة فى حذف نون الرفع كراهة اجتماع الأمثال ، إذ أصل «لتجتهدان» مثلا «لتجتهدانن» بنون الرفع ونون التوكيد الثقيلة ، فحذفوا نون الرفع لما ذكرنا.