وإعمال اسم المصدر قليل ، ومن ادّعى الإجماع على جواز إعماله فقد وهم ؛ فإن الخلاف فى ذلك مشهور (١) ، وقال الصيمرى : إعماله شاذ ، وأنشد : * أكفرا ـ البيت* [٢٥٠] وقال ضياء الدين بن العلج فى البسيط : ولا ببعد أن ما قام مقام المصدر يعمل عمله ، ونقل عن بعضهم أنه قد أجاز ذلك قياسا.
* * *
وبعد جرّه الّذى أضيف له |
|
كمّل بنصب أو برفع عمله (٢) |
__________________
اللغة : «بعشرتك» العشرة ـ بكسر العين ـ اسم مصدر بمعنى المعاشرة «ألوفا» ـ بفتح الهمزة وضم اللام ـ أى محبا ، ويروى* فلا ترين لغيرهم الوفاء* ببناء ترى للمعلوم ، والمراد نهيه عن أن ينطوى قليه على الوفاء لغير كرام الناس.
الإعراب : «بعشرتك» الجار والمجرور متعلق بقوله «تعد» الآتى ، وعشرة مضاف والكاف مضاف إليه من إضافة اسم المصدر إلى فاعله «الكرام» مفعول به لعشرة «تعد» فعل مضارع مبنى للمجهول ، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت ، وهو المفعول الأول لتعد «منهم» جار ومجرور متعلق بتعدّ ، وهو المفعول الثانى «فلا» الفاء فاء الفصيحة ، لا : ناهية «ترين» فعل مضارع مبنى للمجهول ، مبنى على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة فى محل جزم بلا ، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت ، وهو المفعول الأول «لغيرهم» الجار والمجرور متعلق بقوله «ألوفا» الآتى ، وغير مضاف والضمير مضاف إليه «ألوفا» مفعول ثان لترى.
الشاهد فيه : قوله «بعشرتك الكرام» فإنه قد أعمل اسم المصدر ، وهو قوله «عشرة» عمل الفعل ؛ فنصب به المفعول ، وهو قوله «الكرام» بعد إضافته إلى فاعله.
(١) اسم المصدر إما ان يكون علما مثل يسار وبرة وفجار ، وإما أن يكون مبدوءا بميم زائدة كالمحمدة والمترية ، وأما ألا يكون واحدا منهما ؛ فالأول لا يعمل إجماعا ، والثانى يعمل إجماعا ، والثالث هو محل الخلاف.
(٢) «وبعد» ظرف متعلق بقوله «كمل» الآتى ، وبعد مضاف وجر من «جره»