و «مذ ، ومنذ» اسمان حيث رفعا |
|
أو أوليا الفعل : كـ «جئت مذ دعا» (١) |
وإن يجرّا فى مضىّ فكمن |
|
هما ، وفى الحضور معنى «فى» استبن (٢) |
__________________
وأنه ثابت عند اللقاء لا يجبن ولا يولى ولا ينهزم ، ولو أن الأعداء قصدوا إليه وتناولته رماحهم من كل جانب ، وذكر اليمين والأمام وحدهما ـ وترك اليسار والظهر ـ لأنه يعلم أن اليسار كاليمين ، وأن الظهر قد جرت العادة ألا يمكن الفارس منه أحدا.
الإعراب : «أرانى» أرى : فعل مضارع ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا ، والنون للوقاية ، والياء مفعول أول «للرماح» جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من قوله «دريئة ، الآتى «دريئة» مفعول ثان لأرى ، وأرى هنا علمية ، ومن أجل هذا صح أن يكون فاعلها ومفعولها ضميرين لمسمى واحد وهو المتكلم ، وذلك من خصائص أفعال القلوب ، فلو جعلتها بصرية لزمك أن تقدر مضافا محذوفا ، وأصل الكلام عليه : أرى نفسى «من» حرف جر «عن» اسم بمعنى جانب مجرور المحل بمن ، والجار والمجرور متعلق بمحذوف يدل عليه الكلام : أى تجيئنى من جهة يمينى ـ إلخ ، وعن مضاف ، ويمين من «يمينى» مضاف إليه ، ويمين مضاف وياء المتكلم مضاف إليه «تارة» منصوب على الظرفية ، ويروى فى مكانه «مرة» وقوله «وأمامى» معطوف على يمينى.
الشاهد فيه : قوله «من عن» حيث استعمل «عن» اسما بمعنى «جهة» ودليل ذلك أنه أدخل عليه حرف الجر ، وقد بينا لك ذلك فى إعراب البيت.
(١) «ومذ» قصد لفظه : مبتدأ «ومنذ» معطوف عليه «اسمان» خبر المبتدأ «حيث» ظرف متعلق بمحذوف صفة لمذ ومنذ «رفعا» فعل وفاعل ، والجملة فى محل جر بإضافة «حيث» إليها «أو» عاطفة «أوليا» أولى : فعل ماض مبنى للمجهول ، وألف الاثنين نائب فاعل ، وهو المفعول الثانى «الفعل» مفعول أول لأولى ؛ لأنه هو الفاعل فى المعنى «كجئت» الكاف جارة لقول محذوف ، جئت : فعل وفاعل «مذ» ظرف متعلق بجئت «دعا» فعل ماض ، وفاعله ضمير مستتر فيه ، والجملة فى محل جر بإضافة مذ إليها.
(٢) «وإن» شرطية «يجرا» فعل مضارع فعل الشرط. وألف الاثنين فاعل «فى مضى» جار ومجرور متعلق ييجرا «فكمن» الفاء لربط الجواب بالشرط ، كمن :