فـ «أرضيه» : منصوب «بأن» محذوفة جوازا بعد الفاء ؛ لأن قبلها اسما صريحا ـ وهو «توقّع» ـ وكذلك قوله تعالى : (وَما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً) فـ «يرسل» : منصوب بـ «أن» الجائزة الحذف ، لأن قبله «وحيا» وهو اسم صريح.
فإن كان الاسم غير صريح ـ أى : مقصودا به معنى الفعل ـ لم يجز النصب ، نحو «الطائر فيغضب زيد الذباب» فـ «يغضب» : يجب رفعه ، لأنه معطوف على «طائر» وهو اسم غير صريح ؛ لأنه واقع موقع الفعل ، من جهة أنه صلة لأل ، وحقّ الصلة أن تكون جملة ، فوضع «طائر» موضع «يطير»
__________________
والمعروف «أوثر» أفضل ، وأرجح «إترابا» مصدر أترب الرجل ، إذا استغنى «ترب» هو الفقر والعوز ، وأصله لصوق اليد بالتراب.
المعنى : يقول : لو لا أننى أرتقب أن يتعرض لى ذو حاجة فأقضيها له ما كنت أفضل الغنى على الفقر ، وللعلامة الصبان ـ وتبعه العلامة الخضرى ـ هنا زلة سببها عدم الوقوف على معانى الكلمات كما ذكرنا ، وتقليد من سبقه ، والله يغفر لنا وله ، ويتجاوز عنا وعنه.
الإعراب : «لو لا» حرف يقتضى امتناع الجواب لوجود الشرط «توقع» مبتدأ ، وخبره محذوف وجوبا ، وتقدير الكلام : لو لا توقع معتر موجود ، وتوقع مضاف و «معتر» مضاف إليه من إضافة المصدر لمفعوله «فأرضيه» الفاء عاطفة ، أرضى : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة جوازا بعد الفاء العاطفة ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا ، والهاء مفعوله «ما» نافية «كنت» كان : فعل ماض ناقص ، والتاء اسمه «أوثر» فعل مضارع ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا ، والجملة من الفعل وفاعله فى محل نصب خبر كان ، وجملة كان واسمه وخبره جواب لو لا «إترابا» مفعول به لأوثر «على ترب» جار ومجرور متعلق بأوثر.
الشاهد فيه : قوله «فأرضيه» حيث نصب الفعل المضارع بأن مضمرة جوازا بعد الفاء العاطفة التى تقدم عليها اسم صريح ، وهو قوله «توقع».