ومذهب سيبويه أن الأصل «قطع الله يد من قالها ورجل من قالها» فحذف ما أضيف إليه «رجل» فصار «قطع الله يد من قالها ورجل» ثم أقحم قوله «ورجل» بين المضاف ـ وهو «يد» ـ والمضاف إليه ـ الذى هو «من قالها» ـ فصار «قطع الله يد ورجل من قالها» (١).
فعلى هذا يكون الحذف من الثانى ، لا من الأول ، وعلى مذهب المبرد بالعكس.
قال بعض شرّاح الكتاب : وعند الفرّاء (٢) يكون الاسمان مضافين إلى «من قالها» ولا حذف فى الكلام : لا من الأول ، ولا من الثانى.
* * *
__________________
(١) وقد جرى الخلاف المذكور بين المبرد وسيبويه فى قول الشاعر ، وهو من شواهد المسألة :
يا تيم تيم عدىّ لا أبالكم |
|
لا يلقينّكم فى سوأة عمر |
وقوله الآخر ، وهو من شواهد المسألة أيضا :
يا زيد زيد اليعملات الذّبّل |
|
تطاول اللّيل عليك فانزل |
إذا نصبت أول النداءين ، فقال المبرد : المنادى الأول مضاف إلى مماثل للمذكور مع الثانى ، وقال سيبويه : الأول مضاف إلى ما بعد الثانى ، وقد حذف الذى يضاف الثانى إليه ، والثانى مقحم بين المضاف والمضاف إليه.
(٢) الفراء يخص هذا بلفظين يكثر استعمالهما معا ، كاليد والرجل فى «قطع الله يد ورجل من قالها» والربع والنصف فى نحو «خذ ربع ونصف هذا» وقبل وبعد فى قولك «رضيت عنك قبل وبعد ما حدث» بخلاف نحو «هذا غلام ودار هند» من كل لفظين لا يكثر استعمالهما معا.