شيخ الخزاعل وقدم له الهدايا. أما الوزير فقد أظهر حسن القبول واللطف ، ومنحه مشيخة الخزاعل وأكرمه إكراما لائقا به. أما هو فلم يبال بل خرج من الطاعة وحينئذ عزله الوزير ونصب الشيخ محسنا وعزم على التنكيل به فنهض من بغداد حتى ورد الحسكة واستقر الجيش في جانب الشامية على ساحل الفرات تجاه الديوانية مقر ضباط الحكومة ، وأن عشائر الخزاعل (الحمد) و (السلمان) اتحدوا وتبعتهم عشائر أخرى. فصاروا تحت قيادة حمد الحمود. وتحصنوا في قلاعهم ويسمونها (سيبايه). وهذه محاطة بالأهوار فلا يتيسر الوصول إليها فظهرت موانع أشكلت أمر التقرب منهم. فوجد الوزير خير تدبير أن يسد الفرات من ناحيتهم. فاشترك جميع الجيش حتى الوزير نفسه حمل التراب واشترك مع العمال تشويقا لهم في العمل نقلوا الأحطاب وقاموا بكل المقتضيات. وفي مدة شهرين تمكنوا من سده سدا محكما سنة ١١٩٦ ه (١) .. وكان يظن أنه لا يتم بأقل من سنة فرأى الخزاعل أن لا مجال لهم وسوف ينقطع عنهم ماء الشرب ، وأن الأهوار سوف تنحسر مياهها ويبقون بلا ملجأ. فندم حمد الحمود على ما بدر منه وأرسل النساء والأطفال إلى الوالي يرجون العفو عنه فعفا الوزير وأعاد إليه المشيخة مرة أخرى. ومن ثم قضى الوزير بعض المهام ثم عاد.
ويلاحظ أن الوزير ربما قام بهذا الأمر إرضاء للمنتفق لما رأى من مساعدة فلم ينجح وتساهل (٢).
في سنة ١١٩٥ قتل محمد آغا ابن محمد خليل ، وجرى سد شط الخزاعل (٣).
__________________
(١) مجموعة خطية عندي.
(٢) دوحة الوزراء ص ١٨٧.
(٣) عن مجموعة رمضان.