أما محمود باشا وعثمان الكهية وعثمان باشا فإنهم جمعوا نحو خمسة آلاف أو ستة آلاف من المشاة والخيالة وتحركوا من موطنهم ، ونصبوا خيامهم في (مضيق بازيان) فحفروا المتاريس في جوانبه. وفي هذه الأثناء كان يتحرى الوزير عمن يليق أن تعهد إليه إمارة بابان وشرع في ذلك. ولذا قام من كركوك ووجه جيوشه نحو الدربند ولما وصل إلى منزل (خان كيشه) فارق حسن بك جماعته منتهزا الفرصة والتحق بجيش الوزير بمن معه من جيوش واتباع. وهذا ابن خالد باشا المقتول آل سليمان باشا أكبر إخوة محمود باشا. وفي الحال عزل الوالي محمود باشا ووجه لواء بابان إلى حسن بك برتبة باشا ، وألوية كوى وحرير إلى محمود باشا ابن تمر باشا. ولتفريق سربهم وجه جيوشه نحوهم ، فتمكن من افساد ما بينهم.
سمع محمود باشا خبر عزله فاضطرب وأصابه قلق عظيم. ولذا توسل بالصلح وتهالك في أمره ووسط العلماء والمشايخ وبين لهم أنه يقبل بكل شرط ما عدا العزل. ولذا قبل الوزير معاذيره ونزل عند رغبة المصلحين على أن يبعد عنه عثمان الكهية ويكف يده عن كوى وحرير ويتنازل عنهما ويقدم ثلاثمائة كيس من النقود ، وأن يسلك طريق الطاعة ، فيقدم أحد أولاده رهنا مع عياله. فأرسل إليه الحاج سليمان بك الشاوي نائبا عنه لتقرير أمر هذا الصلح.
فتفاوض معه فقبل بكل الشروط وأن يترك كوى وحرير ويطرد عثمان الكهية ، ويقدم ابنه سليم بك مع أهله ليكونوا رهنا عنده ، ويتعهد بإرسال المبلغ دون تأخير.
فلما رأى الوزير أن جميع مطاليبه نفذت قبل التعهد وأبقى لواء بابان في عهدته وأرسل إليه الخلعة ورخص محمود باشا ابن تمر باشا أن يذهب إلى أنحاء كوى ليحكمها. وعاد إلى بغداد.