ووطد الوضع بالقضاء على نفوذ الينگچرية والعشائر العربية والإمارات الكردية ربى مماليك آخرين فتمكنوا من الإدارة والتسلط على الوضع (١).
ومن هذه التدابير إقصاء الشاوي. أراد أن يقضي على كل عنصر فعال من العناصر الأهلية وهذه كانت سياسته في الخفاء فالوقائع وما قام به من الأعمال أظهرت مكنون سره فلم يطلع على فكرته سوى مهر داره (٢).
ذهب سليمان الشاوي بأتباعه وخرج من بغداد نحو هور عقرقوف فاستقر هناك قليلا والتفت حوله عشائر العبيد والعشائر الأخرى وصار يشاع أنه يحشد الجموع لايقاع الاضطراب وأنه سلك طريق البغي فصارت هذه العصبة أم البلاد. وابن البلاد يعدّ عاصيا وحينئذ عزم الوزير على دفع غائلته فجلب إبراهيم باشا متصرف ألوية بابان وكوى وحرير بجيوشه وجهز جيوشا عديدة من بغداد وجعل أحمد آغا قائدا لمحاربته ، فلما سمع بذلك رحل إلى (وشيل) في شمال تكريت.
نهض الجيش من بغداد بسرعة ليلتحق به إلا أنه انتبه لذلك قبل أن يصلوا إليه فعلم أن لا طاقة له بهم فترك أثقاله وسارع إلى أنحاء الخابور وهذا هو المطلوب فصارت أمواله غنائم ورجعوا إلى بغداد (٣).
إخوة سليمان الشاوي :
لما خرج سليمان من بغداد لم يتابعه إخوته حبيب بك ومحمد بك ، وعبد العزيز بك. فالكل اختاروا البقاء وأن يكونوا في خدمة الوزير. والظاهر أنهم لم يدركوا الغرض وحينئذ خوفهم بعض المغرضين
__________________
(١) مرآة الزوراء ودوحة الوزراء ص ١٩٦.
(٢) مرآة الزوراء.
(٣) دوحة الوزراء ص ١٩٦.