الحاج سليمان والمنتفق والخزاعل :
ثم إن الحاج سليمان الشاوي ذهب إلى ثويني شيخ المنتفق فناصره وكتب إلى حمد الحمود شيخ الخزاعل أن يتفق معهما فوافق. ولذا أمر ثويني أن تتجمع العشائر وتتأهب للحرب فأعدوا للأمر عدته. فتقدموا نحو البصرة وتسلطوا على مقاطعاتها وأرسل ثويني أخاه للاستيلاء عليها فضبطها وألقى القبض على متسلمها إبراهيم أفندي وأخذوا كافة أمواله ووضعوه في سفينة وساقوه إلى جهة مسقط فأقعد ثويني أخاه في البصرة فتمكن في الحكم.
قال صاحب المطالع في متسلم البصرة إنه «كان قبل استيلاء ثويني عليه ، واحتوائه على ما في يديه ، أقام للفسوق ، نافق السوق ، وتنافس في أيامه بترقيص الأولاد ، والقينات في كل محفل وناد ، فما ترك بابا من الفسوق إلا فتحه ، ولا زندا إلا أوراه وقدحه ، فعاقبه الله على فعله ، فأبعده عن مقره وأهله ...» اه.
أما الوزير فإنه أراد القضاء على آمال هؤلاء فاهتم للأمر وصار يجهز الجيوش وكتب إلى إبراهيم باشا متصرف بابان وكوى وحرير وإلى عبد الفتاح باشا متصرف درنة وباجلان أن يوافوه بجيوشهم وأن يحضروا بأنفسهم للحرب (١).
عزل ونصب :
إن الموما إليهما امتثلا الأمر إلا أنهما لم يتخذا الأهبة الكاملة من ذخائر ومهمات ولم يفكرا في بعد الشقة. فاتخذ الوزير ذلك سببا فحين ورودهما عزلهما ووجه متصرفية كوى وحرير إلى عثمان باشا ابن محمود باشا ، ومتصرفية درنة وباجلان إلى عبد القادر باشا عم عبد الفتاح باشا
__________________
(١) دوحة الوزراء ص ١٩٩ ومطالع السعود ص ١٠٨.