الحاج سليمان الشاوي في (أبي قير) و (الاخيضر) من أنحاء كبيسة. وحينئذ أمر بأن يعاد إلى محمود باشا فرسه ومسلوباته وأرجعه مكرما. وأما خالد آغا فقد أخره عنده ..
هجوم الشاوي على بغداد :
بعد المعركة في الفلوجة بنحو شهر ورد الحاج سليمان بغتة وقت الظهر إلى شريعة الإمام موسى الكاظم ودخل جانب الكرخ بعد الغروب إثر قتال عنيف فنزل مقام الحلاج. فلما سمع الوزير بادر الدفاع ولكنه أحس بالخطر حتى ضاق خناقه ووهت منه قوى التدبير فعين مشاة لدفع الموما إليه وتبعيده فمشوا عليه من كل صوب فحاصروه وضيقوا عليه. والصحيح أن هؤلاء كانوا من عقيل حفظوا الجانب الغربي وأنقذوا الوزير من خطر هذا الحادث. ورفعوا الحصار عن بغداد فانكسر ابن الشاوي وفارقته جماعته. أما إخوانه فقد نفروا منه ولهم رغبة في الاستئمان من الوزير فوجدوا مجالا فاضطروا للانفصال فحصلوا ما أرادوا وزيادة أما سليمان بك فقد رأى انفصال إخوته عنه فلم يبق له أمل في البقاء. اشتغل جيشه بالنهب والسلب فناله من عقيل ما ناله وحينئذ تفرقت حاشيته فرجع بمن معه إلى جهة الدجيل فعبروا إلى الشامية وذهبوا إلى أبي قير ، وأبيرة من أراضي شفاثا فنزلوا فيها.
أراد الوزير القضاء على غائلتهم تماما فأرسل أحمد الكهية للهجوم فعبر من المسيب وتوجه نحو أبيرة وهناك وقعت مقاتلة خفيفة وقبل أن يعلم الغالب من المغلوب انفصل الواحد عن الآخر ورجع أحمد الكهية بعسكره إلى بغداد وذهب الحاج سليمان إلى المنتفق (١).
__________________
(١) دوحة الوزراء ص ١٩٩ ومطالع السعود ص ١٠٨.