جمعهم يبلغ من الخيالة والمشاة نحو العشرين ألفا. واستعدوا في (نهر عمر) فمكثوا ثلاثة أيام عبأوا الجيوش تعبئة حربية كاملة. وفي اليوم الرابع من مقام الوزير في أم العباس أي في غرة المحرم ضحى يوم الأحد ظهر جمعهم في البر كما أنهم سيروا قسما نهرا في شبارتين فأطلقوا المدافع على الجيش وشرع الوزير في القتال. فكان عثمان باشا على الميمنة ، وإبراهيم باشا على الميسرة ، وكذا نظمت المقدمة والساقة بالوجه المطلوب ، فكان الوزير في القلب بدائرته وخاصته.
وحينئذ التقى الجمعان في (أم الحنطة). وفي هذه الحرب سلّ الوزير سيفه وأبدى من الأقدام والشجاعة ما لا يوصف كما أنه حضّ الجيش على الثبات والصبر. وفي هذه الأثناء هاجمتهم العشائر بعشرة آلاف من المشاة ومثلها من الخيالة.
أما جيش الوزير فقد صدّ هجماتهم وأبدى دفاعا خارقا إذ لو خذل في هذه الحرب فلم يبق وزير ولا حكومة مماليك فكانت هذه الواقعة خطرا كبيرا عليه ، فكان الهول فيها عظيما حتى تبين أن جيش الوزير هو الغالب وقتل من خيالة العرب نحو ثلاثة آلاف أو أكثر ومن المشاة ما لا يحصى واستولت الجيوش على الغنائم وفر العرب ، وحينئذ فرح الوزير وناله ما لا مزيد عليه من السرور.
انعزل قبل مدة عن ثويني بن عبد الله (الشيخ حمود بن ثامر السعدون) والتجأ إلى الوزير فكان العامل المهم في ربح الحرب فمنحه عند ما انتصر مشيخة المنتفق كما أنه وجه مشيخة الخزاعل إلى محسن الحمد وكذا وجه متسلمية البصرة إلى مصطفى آغا الكردي (خازنه) ونظم الأمور. وأبقى الباش آغا إسماعيل آغا التكه لي رأس اللاوند مع جملة بيارق خيالة في البصرة.
وكان سفره من بغداد في ١٢ جمادى الأولى سنة ١٢٠١ ه ورجوعه في ٨ ربيع الأول سنة ١٢٠٢ ه.