ولما وصل الوزير بجيشه إلى العرجاء اضطرب ثويني منه ومال إلى الصحارى والقفار كما أن مصطفى آغا تزلزل وضعه وتفرق جمعه فلم يستطع البقاء في البصرة وانهزم إلى الكويت (١). وعلى هذا نظم الوزير تلك الأنحاء وأزال عنها الاضطراب ورتبها وتوجه إلى البصرة فدخلها بأبهة وجعل حمود الثامر شيخا على المنتفق ونصب الأمير عيسى بك المارديني متسلما واستراح بضعة أيام ثم رجع إلى بغداد (٢).
عزل عثمان باشا :
ولما وصل الوزير إلى المسعودي أمر أن يحدر له الجسر ليعبر جيشه فنصب ومر منه الجيش بأبهة عظيمة فبات تلك الليلة بالباب الشرقي. وفي اليوم التالي سلخ رمضان دخلت الجيوش بغداد. وحينئذ استصحب الوزير عثمان باشا. ركب زورقا وعبر ولما كان متألما كثيرا من خيانته عزله في الحال وأمر بحبسه ووجه متصرفية بابان إلى إبراهيم باشا المتصرف السابق لوثوقه منه. وكذا وجه ألوية كوى وحرير إلى محمود باشا ابن تمر باشا.
ولما رأى جيش عثمان باشا ذلك بأعينهم أصابهم اندهاش فانفصل بعضهم من الجيش والبعض الآخر فرح بتعيين إبراهيم باشا وفي الحال توجه الفريق الساخط إلى ديار الكرد. ودام هذا السفر من ١١ جمادى الأولى إلى سلخ شهر رمضان. فطال أربعة أشهر وعشرين يوما (٣).
وفاة عثمان باشا :
أجريت التحقيقات عليه بعد حبسه وعزله فوصلت بعض الكتب
__________________
(١) مطالع السعود ص ١١٣.
(٢) دوحة الوزراء ص ٢٠٤.
(٣) دوحة الوزراء ص ٢٠٥.