سليمان الشاوي ومحمد الكهية :
كان الحاج سليمان الشاوي طلب العفو من الوزير فعفا عنه وأعيدت إليه أملاكه. وبقي مدة ساكنا في (تل أسود). وفي هذه الأيام وعلى حين غرة ورد إليه محمد الكهية (عجم محمد) ملتجئا إليه بعد أن كان في إيران ينتقل من محل إلى آخر ، لا يستقر به موطن.
سمع الوزير بذلك فتولدت الشائعات فصارت الحكومة تخشى من وقوع فتنة. ولذا كتب الوزير إلى الشاوي أن يرسله محفوظا إلى جانبه. فأبدى المعاذير بالنظر إلى أنه دخل بيته فهو في حراسته حسب التقاليد العربية وبين أنه يطلق سراحه ويسيره إلى جهات أخرى ليبلغ مأمنه فلم يقبل. ولذا أصدر أمره إلى الكهية أن يسير إليه ، وأنه إذا قاومه فليأخذه ولينكل به ، أو يطرده من تلك الأنحاء. فخرج الكهية من بغداد فوافق الحاج سليمان أن يذهب إلى جهة أخرى مع دخيله (عجم محمد) لعلمهما أن لا طاقة لهما بالمقاومة. فوصل الخبر إلى أحمد الكهية فاقتفى أثرهما ورغم شدة الحر قطع مسافة طويلة فوصل إلى (الرحبة) فتمكن من الوصول إلى أثقالهما في (عين القير) فعلم الشاوي مع محمد كهية فنجوا بأنفسهما بصعوبة وهربا في البيد فاغتنم الكهية جميع أموالهم وعيالهم وخيامهم وما يملكون إلا أنه بالتماس من محمد الشاوي لم يتعرض بالأهل والعيال لكنهم استولوا على ما يتجاوز الأربعين ألفا من الغنم والأموال الأخرى ورجع الكتخدا إلى بغداد.
سليمان باشا والملية :
إن العشائر الملية (١) من أهل (اسكان) التابعة للرقة وكان رئيسها تيمور باشا (تمر باشا) الملي. وهذا عصى على الدولة سنين. وانتصر
__________________
(١) الملية موضحة في عشائر الشام ج ٢ ص ٣٢٢ وآل الملي معروفون ببغداد.