خرج من بغداد ، فورد الديوانية فرآه متحصنا بالأهوار في (عادلات) محاصرا في سيباية بجموعه ولم يبال الكتخدا وعبر إليه وضيق عليه من جوانبه ولكنه راعى الحيلة للنجاة فأرسل النساء والشيوخ للدخالة وطلب العفو ولكن الكتخدا لم يلتفت وأمر بمهاجمتهم من جميع الأطراف فاضطربوا وتفرق شمل جموعهم ، فانهزم الشيخ حمد الحمود مجروحا ولم ينج إلا بشق الأنفس فضبطت ديارهم وعاد منصورا.
وحينئذ دعا الكتخدا شيخ الشامية محسن الغانم وشيخ الجزيرة سبتي المحسن فاحضرهما إليه وطلب من كل منهما أن يؤدي من الشلب ألف تغار عدا النقود المطلوبة فتعهد بذلك. وجعل (سبتي المحسن) شيخا على الخزاعل في الجزيرة ، ونصب محسن الغانم شيخا على خزاعل الشامية واكساهما الخلع واستوفي منهما الغلال والنقود والميري ثم قفل راجعا إلى بغداد في ٢٦ جمادى الثانية.
هذا وإن صاحب الدوحة كان مع الكتخدا فنظم قصيدة تركية مدح بها الوزير فنالت الجائزة. والملحوظ أن محسن المحمد شيخ الخزاعل توفي في هذه السنة (١).
البابان ـ عزل ونصب :
إن إبراهيم باشا امتدت عزلته. فأراد الوزير أن ينعم عليه فأمر بنصبه متصرفا على بابان فطلب عبد الرحمن باشا أولا لبغداد. وكان منحرف المزاج جيء به في تخته روان. وبعد أن وصل واستراح شفي من مرضه فعزله من لواء بابان إلا أنه أبقى في عهدته كوى وحرير. ووجه لواء بابان وحده إلى إبراهيم باشا فذهب إلى السليمانية (٢).
__________________
(١) دوحة الوزراء ص ٣٦٣ ومجموعة عمر رمضان ص ١٧٣.
(٢) دوحة الوزراء ص ٣٦٦.