أثر هذه الوقعة :
وفي هذا التاريخ وصل الخبر إلى ثويني وهو في البصرة فأراد أن يذهب إلى محله إلا أنه أوعز إليه بالذهاب لاستخلاص الإحساء وكانت الدولة حرضت الوزير مرارا فلم تدخر وسعا في التدابير. ومما بعث الأمل ركون قبيلة بني خالد إلى العراق ورئيسها براك بن عبد المحسن الذي انتزعت منه الأحساء ومعه محمد بن عريعر. ولم يتخلف من هذه القبيلة سوى فرع (المهاشير) (١).
اتخذ الوزير الوسائل لتقويته وأمر أن يلتحق به البندقيون من موظفي البصرة وهم (البلوج) وخمس قطع من المدافع وأحمد آغا الحجازي من آغوات الخارج ... وجمع هو عشائر المنتفق والزبير والبصرة ونواحيها وعشائر الظفير وبني خالد. فأخذ العدد وتوجه نحو الأحساء. قال في المطالع وكان ذلك عام ١٢١١ ه ونزل (الجهرا) الماء المعروف قرب الكويت. فأقام نحو ثلاثة أشهر وهو يجمع العشائر والعساكر والمدافع وجميع آلات الحرب من البارود والرصاص والطعام مما يفوق الحصر. وأركب قسما من عساكره في السفن من البصرة ومعهم الميرة تباريه في البحر ، وقصدوا القطيف. وكانت له قوة هائلة.
فلما بلغ ذلك الأمير عبد العزيز أمر الأنحاء التي يحكم عليها من أهل الخرج والفرع ووادي الدواسر والافلاج والوشم وسدير والقصيم وجبل شمر فاجتمعوا واستعمل عليهم محمد بن معيقل أميرا فساروا ونزلوا (قرية الطف) الماء المعروف من ديار بني خالد ، وأمر عبد العزيز بما لديه من العشائر من مطير وسبيع والعجمان والسهول وغيرهم أن يقصدوا ديار بني خالد ويتفرقوا في أموالهم وينزلوا ويثبتوا في وجوه هؤلاء الجنود. فحشدوا واجتمعوا فيها.
__________________
(١) عنوان المجد ج ١ ص ١٠٩ وفيه تفصيل.