محمد بن سعود بجميع نواحي نجد وعشائرها وقصد الشمال وأغار على أنحاء المنتفق (سوق الشيوخ) فصبح القرية المعروفة (بأم العباس) وقتل منهم كثيرا ومنهم من فر ومنهم من غرق. وكان حمود في البادية فلما بلغه الخبر جد في السير ليدركه فلم يظفر به.
ثم سار سعود بعد أن رجع ووصل إلى أطراف نجد عطف وأغار في سنته على تلك البادية وقصد جهة السماوة وأتاه عيونه وأخبروه بعربان كثيرة مجتمعين في الأبيّض الماء المعروف قرب السماوة فوجه الجيوش وأغار عليهم. وكانت تلك العشائر كثيرة منهم شمر ورئيسهم مطلق بن محمد الجرباء الفارس ومعه عدد من قبائل الظفير وآل بعيج والزقاريط وغيرهم. فحصل بينهم قتال شديد وطراد خيل. ثم حمل عليهم قوم ابن سعود فدهموهم في منازلهم وبيوتهم فقتل عدة رجال من فرسان شمر والظفير وغيرهم ...
وقتل ذلك اليوم مطلق بن محمد الجرباء. وكان على جواد سابق وهو يقلبها يمنة عدوه ويسرته فعثرت به فرسه في نعجة وأدركه خزيم بن لحيان رئيس السهول فقتله وغنم قوم ابن سعود أكثر محلتهم وإبلهم ومتاعهم.
وقتل من قوم ابن سعود نحو خمسة عشر رجلا من بني خالد منهم براك بن عبد المحسن رئيس بني خالد ومحمد العلي رئيس المهاشير (١).
هذا وإن صاحب المطالع عد الوقائع المذكورة في سنة ١٢١٢ ه على أنها مما وقع عام ١٢١٣ ه وفي هذا وافق صاحب عنوان المجد في تاريخ نجد وخالف صاحب الدوحة.
__________________
(١) عنوان المجد في تاريخ نجد ج ١ ص ١١٢ ومطالع السعود ص ١٤٨.