حرب الوهابية والتأهب لها من جديد :
كان لوقعة ثويني شيخ المنتفق تأثيرها في الحكومة لا سيما وقد تلتها وقعة سوق الشيوخ ووقعة الأبيض وقتلة مطلق الجرباء ... ولذا اهتموا للأمر وعهدوا إلى الكتخدا علي باشا بالقيادة. وكان سمع الخبر في الجوازر فتألم للمصاب ورغب في الحرب. فلما رأى من الوزير عين الرغبة هيأ ما يلزم من وسائل السفر. وحينئذ فتح الوزير خزائنه وبذل ما في وسعه من الاهتمام.
ولم تمض بضعة أشهر حتى تمكن من إعداد العدد لسفر عظيم. وعلى هذا وفي ٢٢ من شهر ربيع الآخر سنة ١٢١٣ ه تحرك الكتخدا من بغداد وتوجه نحو الوهابية. وانتظر في الدورة تسعة أيام لتتلاحق بقايا الجيوش وفي اليوم العاشر تحرك منها ، فكان يتوقف في بعض المنازل خمسة أيام أو أكثر إلى العشرة وفي بعضها يمكث يومين أو ثلاثة ثم يتحرك حتى واصل سيره ووافى البصرة ، ونزل في باب الرباط.
وأعدت له الأرزاق في البصرة عدا ما أحضره معه من بغداد وأحضرت السفن كواسطة بحرية لنقل المؤونة كما أنه هيئت الإبل للنقل برّا. فاستكمل مقتضيات السفر وبعد أن أقام فيها نحو عشرة أيام تحرك منها متوجها نحو الزبير فنزل بالقرب منها في محل يقال له دريهمية وتقع في شرقي الزبير. وجهز من النجادة نحو خمسة آلاف بندقي استؤجروا لهذا الغرض (١) ... وسارت معه عشائر المنتفق مع رئيسهم حمود الثامر وآل بعيج والزقاريط وآل قشعم وجميع عشائر العراق ، وكذا عشائر شمر والظفير. وسار معه أهل الزبير ومن يليهم فاجتمعت جموع كثيرة حتى
__________________
(١) دوحة الوزراء ص ٤٣٦ مخطوطتي.