قيل إن الخيل التي يعلق لها ثمانية عشر ألفا. فسار علي باشا الكتخدا بتلك الجموع وقصد الأحساء (١).
نهض الجيش من هناك. وكان يجب أن يتوجه إلى الدرعية من طريق الأحساء لأنها أقرب وفيها عبد العزيز وابنه سعود إلا أن الكتخدا عول على هذه الطريق إلى جهة الآبار مورد الفيلق لا سيما أن الآبار في طريق الأحساء يبعد الواحد منها عن الآخر نحو عشرين ساعة وبينهما منزلتان وهذه لا يتيسر للجيش قطعها حتى يحصل على الماء. وأيضا أن طريق الدرعية غير صالح لأن مسافة الماء فيه ما بين المنزلتين تبعد مسيرة ثلاثة أيام بلياليها. فالجيش أثقاله كثيرة ومدافعه ضخمة ومعه ألوف مؤلفة من الجنود والعشائر والأهلين والعيال والإبل والحيوانات الأخرى فلا يستطيع الصبر والاستغناء عن الماء.
وأيضا لو اتخذ طريق الدرعية وسلك الجيش منه لما تمكن من نقل أرزاقه وأمتعته وسائر لوازمه ، ولحرم من الاستفادة من طريق البحر. ولكان اكتفى ببعض العشائر والخيالة ومقدار قليل من الإبل في حين أن عدة الإبل ووسائل النقل كبيرة جدا وأن الإبل وحدها تبلغ نحو ثلاثين ألفا. وهذا من الصعوبة بمكان.
فهذه القوة لا يمكن إدارتها بلا وسائط النقل المذكورة. وكذا لا يتيسر النقل من البحر إلى الدرعية فلا يطيق الجيش قطعها إلا أن يكون وحده أو العشائر بأنفسهم ...
لذلك كله رجح قائد الجيش الرأي القائل بلزوم نقل الذخائر والأمتعة من البحر إلى الأحساء ومنها إلى الدرعية فعدل عن الذهاب إلى الدرعية رأسا فمضوا في طريق الأحساء حتى وصلوا (سفوان) ومنه وفي
__________________
(١) عنوان المجد ج ١ ص ١١٨.