اليوم التالي نهض الجيش فوصل (الروضتين). وذمها صاحب الدوحة وقال إن اسمها على خلاف مسماها. ومنها توجه إلى (الجهرة) فنزلها وكانت مياه آبارها ملحا أجاجا.
وحينئذ وصلت السفن التي سيرت من البصرة حاملة المؤونة إلى أن جاءت إلى مكان تجاه (الجهرة) من البحر. ولكن الغربان (نوع سفن) لم تستطع الوقوف هناك ولا التقرب إلى الساحل. فاستشكل الأمر وصعب إلا أنه بواسطة شيخ الكويت استكريت بعض السفن الصغيرة. و (البتيلات) فسهل ايصالها إلى مكان قريب من الأحساء يقال له العقير (العجير) فنقلت المؤن والمهمات بواسطتها وجيء بها إلى العجير وأعطيت الأجرة إلى شيخ الكويت.
ومضى الجيش نحو عشرة أيام حتى وصل إلى (بلبول) الواقع في ساحل البحر ومشت السفن إليه واستصحب الجيش أرزاقه ليصل إلى (بلبول) حملوها على ظهور خمسة آلاف بعير استكروها من العشائر التي معهم. فاضطروا للتوقف في الجهرة ومنها ذهبوا إلى (بلبول).
ولما وصلوا إليها انتهت الأرزاق المصحوبة معهم. ووصلت السفن حين قربوا من بلبول. وفيه أقاموا عشرة أيام وأخذوا من السفن أرزاق شهر. حملوها على ظهور الإبل ونهضوا من هذا المنزل ساروا عشرة أيام إلى أن وصلوا إلى قرية (نطاع) من قرى الأحساء. وهناك أقاموا نحو عشرة أيام استراحوا خلالها.
ثم قطعوا الفيافي والقفار حتى قربوا من الأحساء ، وحينئذ دعوا أهليها إلى الانقياد والطاعة إلا أن في الإحساء قلعتين إحداهما يقال لها (المبرز) والأخرى تدعى (الهفوف). وفي هاتين القلعتين حاصر قوم من الوهابية بأمر من عبد العزيز وفيهما كل من سليمان الماجد والحاج إبراهيم بن عفيصان أما سليمان بن محمد بن ماجد فهو من أهل بلد