أعمالهم أي قتلوا (١). وبعد ذلك نادى المنادون بالعفو عن عامة الأهلين إزالة لآثار النفرة والوحشة وأن تسكن الحالة وتهدأ.
وزارة علي باشا
توجيه إيالة بغداد والبصرة وشهرزور :
إن الدولة لم تشأ أن توجه هذا المنصب إلى أحد المماليك إلا قسرا ونظرا لظروف خاصة ، ولكنها في كل أحوالها لم تجد مجالا للتسلط على الإدارة رأسا ، وأن أحوال علي باشا لم ترض لا سيما وقد ألحق ماردين بالعراق مع أنها داخلة في ديار بكر ، وتمكن أن يجعل ولاة الموصل تابعين له ، وأكسب ولاة بغداد شكلا ثابتا ، فكانت متذمرة من سيرته مذ كان كتخدا بغداد.
وفي عزمها أن تحول إدارة العراق إلى الشكل المرغوب فيه ولكن الحوادث لم تمهلها ، وأن روسية كانت عازمة على الاستيلاء على ممالكها فكانت تظهر تعندا بين آونة وأخرى لقهرها ولا تزال إلى أيام قائممقامية علي باشا تظهر الخصام وتفتح أبواب الجدال استفادة من سنوح الفرصة كما إن حكومة النمسة لم تخل في وقت من اكتساح قسم من الممالك العثمانية بالاتفاق مع روسية. ومما زاد الطين بلة ظهور نابليون بونابارت وقيامه بما قام به بحيث بدل خارطة أوروبا وحول في النظامات الملكية والعسكرية في الدولة.
هذه الأحوال دعت إلى أن يطرأ في الدولة خلل فصرفت نواياها عن تطبيق فكرتها في العراق. وعلى هذا ولما توفي سليمان باشا قدم الأهلون المحضر للدولة في طلب التوجيه إلى الكتخدا السابق علي باشا
__________________
(١) مطالع السعود ص ١٦٧. ودوحة الوزراء ص ٢٢٣.