جانب الرصافة إلا أن الجسر قطع ومع هذا عبروا بالسفن والقفف ليلا وهاجموا الميدان.
أما أعوان علي باشا من العثمانيين فإنهم اختفوا في منازلهم فلما رأوا الحالة أبدوا ميولهم نحو علي باشا ورجعوا إليه. وفي تلك الليلة بادروا إلى الميدان فضبطوا السراي والميدان. وحينئذ تشتت المجتمعون في القلعة حتى أنه لم يبق فيها سوى عبد الرحمن باشا وأخيه سليم بك مع بعض أعوانهم فحاصروا فيها وثبتوا إلى الصباح. وفي الفجر رموا بأنفسهم من باب الحديد إلى الخارج وذهب عبد الرحمن باشا وأخوه سليم إلى الأعظمية واختفيا وأما سليم الصهر فإنه توجه إلى الموصل وآغا الينگچرية فرّ إلى محل مجهول.
وبهذه الصورة استولى أتباع علي باشا على القلعة الداخلية. وعندئذ أحضر علي باشا راكبا زورقا وجاء ضحى إلى منصبه ، وعين آغا للينگچرية سعد آغا الذي هو رئيس عسس وأحيل إليه أمر إلقاء القبض على من ركن إلى الآغا الفار ، وأن يتحرى عنه ، وأمر بعض رجاله أن يلقي القبض على عبد الرحمن باشا وأخيه فجيء بهما من الأعظمية.
وكان علي باشا أمر بقتل عبد الرحمن باشا وإبقاء سليم بك ولكن أبدى كل من خالد بك وكيل الكتخدا ومحمد بك الشاوي المحاذير من قتله ، وأن بقاءه نافع أكثر. ولذا عفا عنه وأعطي لسليم بك مقاطعة تكريت وأرسل إليها. وعلى الأثر أعيد ونفي إلى البصرة وعقب ذلك أوعز أن يقتل فقتل.
وقبض على أحمد آغا رئيس الينگچرية سابقا وعلى كل من حسين آغا الكوسة وباش أسكي إبراهيم وصالح آغا ابن القيومچي وچاوش أوسطة وأعوان القصبه جي وغيرهم. فأحضروا بذل وهوان ونالوا جزاء