يؤدي صلاة الصبح عند طلوع الفجر مع الجماعة ، وبينا هو في السجدة الثانية من الركعة الأولى إذ فاجأه مدد بك بضربة خنجر وآخر ضرب عباس آغا المهردار في بشتاو (بشتاوه) فأرداه. وفي الحال كسر (السراج) وأطفىء الشمع فخرجوا وذهبوا إلى دار نصيف آغا كتخدا البوابين. أما المهردار فإنه توفي في آنه ولكن الوزير بقي ساعة فمات.
أما سليمان باشا الكهية فإنه حينما سمع بالخبر وافى إليه في حالة النزع. فعهد لبعض الأغوات بالقيام بما يلزم لتكفينه ودفنه وعاد هو إلى مكانه لضبط الإدارة ورعاية منصب الحكومة ثم دفن الوزير في مدرسته قرب السراي بإجلال وعظمة. والملحوظ أنه لم تعرف له اليوم مدرسة باسمه.
ترجمة الوزير :
قال صاحب الدوحة : «إن هذا الوزير عمر نحو ٤٥ سنة. وأيام حكومته مع مدة القائممقامية خمس سنوات وثلاثة أشهر و ١٩ يوما. وهو من مماليك سلفه سليمان باشا ، رباه ، فحفظ القرآن الكريم ، وهو ذو دين وورع ، يحب الصلحاء ، والعلماء ... وكان خفيف الروح ، أديبا ، سخي الطبع ، شجاعا ، صعب المراس ، ذا هيبة ووقار وصاحب غضب وحدة ومناقبه كثيرة ...» اه (١).
وقال صاحب مرآة الزوراء :
«تولى علي باشا بعد وفاة سليمان باشا فوجد كل شيء في مصلحته. وهو جريء جسور ، لذا أخاف الناس إلا أنه سريع الغضب ولم يكن له من الدراية ما يكفي مما دعا إلى حروب ومخاصمات كان في غنى عنها ، منها ما كان قبل أوانه ، ومنها ما لم يحسن عمله. فلم
__________________
(١) دوحة الوزراء ص ٢٣٩.