بالعساكر إلى الموصل وسار إلى ماردين ، ثم قدم عسكر كركوك وزعماؤها ، ثم عسكر إربل ، ثم عسكر مندلي ، ثم عسكر زهاو ، ثم عسكر تكريت ، ثم عرب البو حمدان ، والبو سلمان ثم عرب طيىء الذين في شمامك ، ثم عرب العبيد (البو حمد). ولم يزالوا يتواردون أفواجا ويتوجهون إلى جهة ماردين.
خرج الوزير سليمان باشا من بغداد بعساكر تسدّ الفضاء ... وسار إلى مدينة تكريت فجاء الخبر أن عرب الظفير والدريعي كثر بغيهم فسار من تكريت إلى جهة (الحضر) وهي خرائب ثم توجه إلى جهة جبل سنجار ونهب مدينة بلد من أعمال سنجار ثم نهب قرى المهركان وقطع أشجارهم وخرب ديارهم ، وأعمى آثارهم ، ثم نزل على جهة الشمال من سنجار وحاصرها أياما ، ثم رحل وتوجه إلى جهة الخابور فبلغ عرب الظفير والدريعي خبر قدوم العساكر فهربوا وعبروا نهر بليخ ، ونهر الفرات. وكان عرب الجرباء والملية على شاطىء الفرات محاصرين لهم. وأرسل والي بغداد لهم إمدادا اثني عشر ألفا من العساكر ، ونزل سليمان باشا بمن معه عند رأس الخابور محاصرا الظفير.
وإن والي الموصل أحمد باشا أمر الزعماء بالسفر ، وكذا وجوه أهل الموصل من الينگچرية وخرج من الموصل في أواخر صفر وأخذ معه جماعة من بني عبد الجليل ممن كان زعيما وتوجه إلى جهة ماردين واجتمع بوالي كوى محمد بك فنزلوا على قرى ماردين ونهبوها ثم نزلوا على قرية ديرك وهي على جبل وأهلها شرفاء وحاصروهم والتحم بينهم القتال عند رأس الشعب فأظهر أهل الديرك أنهم انكسروا فتبعهم عسكر الموصل وعسكر محمد بك فرجعوا عليهم وقتلوا من عسكر الموصل سبعة عشر رجلا واحد منهم من زعماء الموصل وسلبوا منهم أربعين رجلا وقتل من عسكر العراق ستون وسلب منهم خمسون ورجع العسكران بالخيبة إلى خيامهم.