من الأمراء الالتحاق بالجيش فجاؤوا ما عدا أسعد بك الجليلي. وفي خلال ذلك اشتد الخصام والنضال.
ولما كان جانب الجيش متصلا بالخندق قرب السور فالبنادق تأتي طلقاتها إلى الجيش وتصيب بعض أفراده خطأ أو عمدا حين القتال بين أحمد باشا من جهة وأسعد بك من أخرى فأحدث هذا تشوشا واضطرابا فاضطر الفيلق أن يرحل من مكانه لما أحس به من خطر ونزل في محل يبعد نحو ساعة من أسفل المدينة وصار ينتظر ما ستؤول إليه حال أحمد باشا ...
إن الأمراء الجليليين الذين أحضروا إلى الجيش أخبروا أن أسعد بك نجح على خصمه أحمد باشا وأن الأهلين ساعدوه وطردوا أحمد باشا استفادة من رحلة الجيش عنهم فاضطر الوالي إلى الهزيمة مع بعض أعوانه اثنين أو ثلاثة وجاؤوا إلى الفيلق ...
وصلت الحالة إلى هذا الحد ولم يتيسر اتخاذ إجراءات سريعة وعاجلة حتى أنه ليس من المصلحة بقاء الجيش في هذا المحل. ولذا أمر الوزير أن يقوم الجيش ويذهب إلى (كشاف) (١) ، وآخر أبقي مع أحمد باشا وكذا جعل معه سليمان بك آل الفخري وهو من ندماء الوزير ونهض من المحل المذكور وتوجه نحو بغداد فدخلها في ٤ جمادى الثانية.
ومدة هذا السفر خمسة أشهر ويومان. أما الأمراء الجليليون فإنهم عادوا إلى الموصل أثر قيام الوزير وعودته إلى بغداد (٢) ...
__________________
(١) كشاف قرية على الزاب الأعلى. غرائب الأثر ص ٨٦.
(٢) دوحة الوزراء ص ٢٤٦.