ولم يتمكن من التشويش على الوزير لأنه اتخذ له كل حيطة. ولما رأى ذلك تكتم بمطلوبه الحقيقي ووقف عند الأمر الذي جاء لأجله. ولكنه سير الإدارة من طرف خفي ... ولما جاء الموصل عرض القضية على دولته ومكث يستطلع الجواب. والإدارة في بغداد معروفة ، ويد المماليك الحديدية مسيطرة فلا تحتاج إلى بصيرة ، ونفوذ نظر زائد.
حصلت تذمرات من هذا الوزير حين سفره إلى محاربة الظفير. فتطاول الجيش على قرى كثيرة من ديار بكر ، وأضروا بأهليها ذهابا ، وعلى قرى الموصل وأهليها إيابا فاستغاث الجميع منه ، وضيق على الموصليين أثناء قتلة أحمد باشا متصرف الموصل. فقدم العلماء والأعيان في ديار بكر والموصل ، والأمراء شكاوى تظلموا فيها من أوضاعه. عرضوها على الدولة وكذا وردت تقارير حالت أفندي ...!!
ذلك ما دعا أن يصدر الفرمان بعزله ، وأنه إذا بدا منه ما لا يليق فيجب قتله ، وأن يعهد حالت أفندي بالقائممقامية لمن يختاره ويراه أهلا ، وأن يقوم بسائر ما يقتضي فزود بسلطة واسعة النطاق تفوق ما تقدمها.
وعلى هذا خابر عبد الرحمن باشا متصرف بابان. وبينه وبين الوزير مشادة. ومثلها مع متصرف الموصل وجد موافقة من هؤلاء. وسار مع محمود باشا متصرف الموصل واستصحبا معهما شيخ طيىء فارس الحمد ، وأمير شمامك ورجالهما وفرسانهما فتوجها نحو بغداد. وكذا تلاحقت معهما جيوش عبد الرحمن باشا فأنضموا إلى حالت أفندي فصار الكل تحت إمرته وتجمعوا في كركوك. والتحقت بهم عشائر العبيد والغرير وقسم من البيات فتابعوهم واتفقوا معهم ...
فلما علم سليمان باشا بذلك صار يفكر في أمر الدفاع والمقاومة فعين كتخداه فيض الله الكهية لمقاتلتهم فنزل (خرنابات) من جهة