أما الوزير فقد عزم على مقارعته إلا أن سعيد بك بن سليمان باشا الكبير قد ذهب إلى المنتفق فخشي أن يكون للدولة يد في خروجه. ولذا عدل عن عزمه واضطر إلى قبول تكاليف الشهزاده وصالحه فعزل خالد باشا وسليمان باشا ووجه ألوية بابان وكوى وحرير إلى عبد الرحمن وتعهد بمقدار من المبالغ للشهزاده حتى يعود وأدى منها النصف وأعطى سندا بالباقي.
وجاء في تاريخ ذلك كما نطق بها الشيخ علي الموسوي :
(كل من تلقاه يشكو دهره)
فكان سنة ١٢٢٧ ه.
وعلى هذا عاد الشهزاده. ومن ثم دعا خالد باشا وسليمان باشا إلى بغداد وأعطى لخالد باشا مقاطعات مندلي وخانقين وعلي آباد ولسليمان باشا مقاطعات شهربان وبلدروز (١).
المنتفق ـ سعيد بك :
أوضح أن سعيد (٢) بك بن سليمان باشا استولى عليه الرعب من الوزير وخشي أن يصيبه منه ضرر ففر إلى المنتفق. وذلك حينما بلغ الوزير الجديدة فأقام لدى شيخ المنتفق ، ولم يكن له مطامع وإنما أراد أن يتخلص من الغائلة التي توهمها.
أما الوزير فإنه حمل ذلك على محمل آخر فكان ذلك داعية التساهل مع ايران ... فقرر لزوم القبض عليه فنهض من بغداد بجيش
__________________
(١) دوحة الوزراء ص ٢٥٦.
(٢) سعيد بك جاء عنه أنه أسعد ولعل أصل اسمه أسعد ثم اشتهر بـ (سعيد). وعلى هذا صاحب الدوحة والمطالع وعلى الأول صاحب غرائب الأثر وتاريخ شاني زاده ج ٢ ص ١٨٨ و ٣٠٦.