بغداد عزله بلا سبب ظاهري وأبعده عن الإدارة والصواب أن والدة الوزير ألحت عليه بلزوم عزله وأصرت فاضطر أن يعزله. وقالت : هؤلاء اعدائي من أيام والدك (١).
وذكر أنه أبقى أهل المناصب كلّا من منصبه ممن كان زمن عبد الله باشا ولكنه عزل خليل آغا الخازن وعين لطف الله آغا مكانه نظرا لحقوقه القديمة حينما كان في المنتفق كما أنه عين خليل آغا متسلما لكركوك. وكان أيضا وعد السيد خضر آغا الموصلي الذي هو آغا القرنة فجعله (آغا بغداد) نظرا لإخلاصه له ولما رآه منه في وقعة (غليوين). ورأى من المصلحة عزل السيد عليوي ولكنه لم ير من المناسب عزله حين دخوله بغداد فأرجأ أمر ذلك إلى وقت آخر. أما السيد عليوي فإنه فضلا عن أعماله السابقة صار يتفوه ببعض الأقوال ويندد بالوزير وأعماله. تحقق ذلك منه فعزله حالا وأجلاه إلى البصرة وعين مكانه السيد خضر آغا الموصلي (٢).
وعندي رسالة فيها قصائد مرتبة على حروف الهجاء في مدح الوزير. جاء في مقدمتها كلام على انتصاره على أعدائه ... وسماه محمد سعيد باشا بن سليمان باشا وأن هذه الرسالة للسيد (سعدي) جد (آل السعدي) المعروفين في بغداد كما أن للأستاذ علي علاء الدين الموصلي قصيدة مدحه بها.
وفاة عبد الرحمن باشا بابان :
تواترت الأخبار بوفاة عبد الرحمن باشا فكان المأمول أن يعين مكانه أحد الباشوات الموجودين في بغداد من البابانيين وعقب هذه
__________________
(١) تاريخ الكولات ص ١٨ وفيه تفصيل.
(٢) دوحة الوزراء ص ٢٥٩.