أما رئيس (١) الصرافين الموجود فإنه ملتزم من والدة الوزير ومن ابن أبي عقلين لذا لم يروج ملتمسه فاستكبر حالت أفندي ذلك وتألم من الوزير. وصار يتربص الوسائل للوقيعة به.
وفي تلك الأيام كانت الدولة تأذن للولاة في ضرب بعض النقود في بغداد. فأذن له بضرب النقود النحاسية وعين عزره المذكور. وهذا اغتنم الفرصة من غفلة الموظفين فكتب بدل (الطغراء) لفظ (سعيد باشا) ولما قدم إلى الوزير الانموذج تهيج كثيرا فسارع إلى تغيير هذه النقود ولكن تسرب مقدار منها إلى الدولة ولا تزال معروفة عندي نماذج منها. وعزرا هذا بعث إلى أخيه حسقيل مقدارا من هذه النقود قدمها إلى حالت أفندي مبديا له أن سعيد باشا ضرب نقودا باسمه وقدمها إليه تصديقا لقوله وعلى هذا وللأسباب المارة عزل سعيد باشا وصدر الفرمان بلزوم إقامته في حلب في محل (شيخ بكر). ولكن سعيد باشا لا يزال خالي الذهن (٢).
علم محمود باشا ذلك كله ولكنه التزم الكتمان وأمر أن لا يتزحزح من مكانه. وحينئذ فهم الوزير من الأوضاع أن نوايا الدولة متوجهة عليه فاضطر أن يدعو الجيش المرسل لمساعدة عبد الله باشا وأن محمود باشا مع جيوش إيران قاموا من المضيق فعاد كل إلى مكانه وبقي عبد الله باشا في كركوك (٣).
__________________
(١) هو ساسون أبو روبين بن صالح داود يعقوب وله ثلاثة أولاد يوسف وروبين وداود. وأن يوسف له ابن اسمه (يهودا). أعقب حسقيل ناجي المحامي. وهارون. وهذا أعقب المحامي الأستاذ انور بن شاؤل. وأن ساسون من أولاده داود المعروف بـ (داود ساسون) التاجر المعروف وبيته اليوم مشهور في بلاد الانجليز ، ولشركته فرع في بغداد.
(٢) تاريخ الكولات ص ٣٣.
(٣) دوحة الوزراء ص ٢٦٩.