خروج داود من بغداد :
قال صاحب المطالع : «فلما رأى أرباب الأغراض منه ما رأوا أي من داود من وقعة الخزاعل أضمروا له ما أضمروا وسعوا فيما سعوا ... فوافقهم الوزير على ما بينوا فحاولوا قتله ، أو كادوا ... فبلغه ما عليه أضمروا ... فأشير عليه أن يخرج من بغداد ، ويخطب إيالتها فوافق ما كان أضمره ... فخرج في ١٢ ربيع الأول لسنة ١٢٣١ ه (١).
ومثله وبصورة أوسع في الدوحة من أنه كان مخلصا للوزير إلا أنه أبدى خرقا في الإدارة وتسلط عليه ابن أبي عقلين وأجرى تبدلات كثيرة في المناصب أغضب بها المماليك ، فاختار أكابرهم داود للأمر ، وحذرا من الوقيعة به نهض من بغداد في ١٢ شوال مع بعض أعوانه. ذهب إلى زنگباد ومنها مضى إلى كركوك.
وفي طريقه وصل إليه كتاب من محمود باشا يبدي أنه ووالده لا يقصرون في الخدمة وأن الولاة كانت معاملتهم سيئة وإذا وجهت إليه الوزارة فإنهم لا يخرجون عن رأيه ولا من طاعته ولا يميلون إلى إيران أو يركنون إليها ، وأنهم متأهبون لمؤازرته فأجاب ملتمسهم وذهب إلى السليمانية فاستقبل بحفاوة بالغة الحد (٢).
أخبار سعيد باشا بعد خروج داود :
إن هذا الوزير بعد ذهاب داود أحس بالخطر وعلم أن تبعيد المماليك أدى إلى هذا ، ومن ثم قرب الموجودين ، وأبعد ابن أبي عقلين. وحاول إرضاء جماعته ، فجعل درويش محمد آغا كتخدا أصالة ، ونصب مكان ابن أبي عقلين يحيى آغا الميراخور جعله خازنا ، وعين
__________________
(١) مطالع السعود ص ١٩٥.
(٢) دوحة الوزراء ص ٢٧٣.