يوسف آغا الميراخور أمين الاصطبل كما كان ، وعزل عمر آغا الملي ووجه كهية الباب إلى عبد الله آغا الباش آغا السابق. وأجرى تبديلات أخرى فكان ذلك تسكينا للخواطر وهيهات أن يرضوا عنه بعد ما رأوا منه ما رأوا وصار يهرب الواحد بعد الآخر. وصار يشتبه من أوضاع العثمانيين أيضا خشية أن يهربوا. وكتب إلى شيخ المنتفق حمود الثامر أن يأتيه لإزالة ما هو فيه من الاضطراب (١).
داود في السليمانية :
تمكن داود في السليمانية. وناصره محمود باشا وقبل برئاسته وكان قد فر إلى كرمانشاه كل من سليمان باشا بن إبراهيم باشا متصرف كوى وحرير سابقا ، وخليل آغا متسلم كركوك. ورستم آغا متسلم البصرة سابقا ، والسيد عليوي المنفصل من آغوية بغداد فورد هؤلاء السليمانية وتابعوه ، وكذا راسله الكركوكيون وأبدوا له الطاعة ودعوه لموافاتهم. لذا استدعى عطف السلطان عليه وعنايته به بتوجيه الوزارة إليه وعرض الكيفية مع تاتار خاص وبقي في السليمانية نحو أربعين يوما ثم توجه إلى كركوك ومعه محمود باشا بعساكره وسليمان باشا.
ثم ورد الجواب ، فأنجز السلطان ما أمله ومنح له الإيالة ، فاستقبله وجوه المملكة (٢). وقبل أن يصل إلى كركوك بنحو ثلاث ساعات جاءه عمر بك دفتري بغداد ابن الحاج محمد سعيد بك مع مقدار من الاتباع ، فنال التفاته. ولما قارب كركوك استقبله متسلمها الحاج معروف آغا وقاضيها ومفتيها ونقيب إشرافها وجملة العلماء والأعيان وآغا الينگچرية وصنوف الجيش من سردنكجدية ومتميزي الاوجقلية ، فقدموا ما يجب من طاعة.
__________________
(١) دوحة الوزراء ص ٢٧٤.
(٢) مطالع السعود ص ٢١٢ بتلخيص.