ومائتي ذلول ونحو خمسمائة من النوق ، فسيرت لجانب الوزير وقفل الجيش راجعا منصورا (١).
ابن سعود والأحساء :
سار إبراهيم باشا في هذه السنة لقتال الأمير ابن سعود فانتصر عليه في أكثر وقائعه واستولى على غالب المدن وأخذ أكابر رجالهم أسرى وفتح الدرعية وغيرها من بلاد نجد ... وتهمنا علاقة العراق بهذه الوقائع ...
أرسل الوزير محمدا وماجدا ابني عريعر بعشائرهما بني خالد وساعدهما بعشائر المنتفق والعشائر المناوئة للأمير ابن سعود ممن قربتهم الحكومة لوقت الحاجة ... فحاصروا بلاد الأحساء قبل أن يفتح إبراهيم باشا الدرعية. فتحاها وفتحا القطيف وما حاذاها ... فأخبر الوزير الدولة. فلما انتصر إبراهيم باشا في حرب الدرعية مد يده على الأحساء ونزعها من محمد وماجد وبهذا تابع إبراهيم باشا الشيخ محمد بن عبد الله بن فيروز الحنبلي وأرسل معه عثمان الكاشف. ولكنه فاجأه الأجل بغتة فبقيت الأحساء بيد الكاشف ...
فلما بلغ الوزير ذلك كتب إلى السلطان محمود شارحا له حال ذينك الشيخين فأجابه إلى ما أمله وكتب منشورا نازعا يد إبراهيم باشا عن الأحساء والقطيف ناصبا ذينك الشيخين فخرج الكاشف حين ورود المنشور فارتاحت عشيرة بني خالد وشكرت الوزير على صنيعه (٢) ...
ومن ثم نعلم أن الحكومة العراقية لا تزال مرتبطة بالأحساء وبوقائع الأمير ابن سعود وأنها تراعي سياسة الدولة ولذا قربت عشائر
__________________
(١) مطالع السعود ص ٢٣٣ ودوحة الوزراء ص ٣٠٢.
(٢) مطالع السعود ص ٢٣٠ وتاريخ شاني زاده ج ٣ ص ٢٧٩.