البصرة ، وقام بوسائل الحرب. أما المتسلم والأهلون فقد كتبوا محضرا بما جرى وأعلموا الوزير ، وطلبوا أن يمدهم بجيش على جناح السرعة لئلا يفرط الأمر من اليد.
وفي هذه الأثناء عاد الجيش المرسل إلى الكرد. وكان أكمل مهمته بنجاح فأرسل الوزير كتخداه ، وسيره إلى البصرة بعجل وفي تاريخ نشاطي أن الكتخدا ورد بغداد في ١٥ ذي القعدة سنة ١١٦٣ ه ، وفي ٢٠ منه أمره بالذهاب إلى البصرة فسار بعجل. وفي ٢٤ منه نصب إبراهيم باشا قبطانا. وحينما وصل الكتخدا العرجة فر الشيخ منيخر إلى البادية وكان جمع على رأسه العربان ومن ثم أعاد المشيخة إلى الشيخ بندر ، وشرع في محاربة القبطان السابق مصطفى باشا وحتى المتسلم حسين آغا وأهالي البصرة وقطع نهر العشار إلا أن المتسلم ضبط فم العشار وأن القبطان هدم البيوت والاسواق وحرّق فيها وكاد يقضي عليها. وأن المتسلم حسين آغا أخبر الكتخدا بكل ما جرى. وعلى هذا مضى الكتخدا بسرعة فوصل إليها في ٥ صفر سنة ١١٦٤ ه. ونصب خيامه في باب رباط (١). وكانت عشائر المنتفق سدت المنافذ والمعابر ومنعت من الوصول إلى البصرة ، وجمعت جموعا كثيرة للدفاع والتأهب للقتال. ولما ورد الجيش علموا أن لا طاقة لهم به ، واستولى الرعب عليهم فتشتتوا ، وبعضهم مال إلى الأهوار وركنوا إلى طلب الأمان والعفو.
وعلى هذا نصب الكتخدا عليهم شيخا جديدا ، وأعاد إليهم النظام القديم فاستقرت الحالة ، فتوجه الجيش نحو البصرة ، فحاصر (المناوي). وكان القبطان قد تحصن به ، ثم ان الكتخدا نصحه ، وعذله ليدخل في الطاعة ، فلم يجسر أن يعود. وفي الوقت نفسه قطع بأن ليس له قدرة المقاومة ، فاتخذ الليل جنة فهرب وترك القلعة ومن فيها. ومنهم من
__________________
(١) تاريخ نشاطي.