صاحب الدوحة بقصيدة باللغة التركية (١) فأنعم عليه وزاد في مرتبته. ثم عظم شأنه أكثر بتقديم (دوحة الوزراء) إليه. وأودع هذه القصيدة تاريخه. وجعلها كخاتمة له.
محمد باشا بن خالد باشا الباباني :
سكن أولاد خالد باشا أمير بابان سابقا في كركوك بأتباعهم إلا أنهم كانوا يؤذون القرى فشكا منهم الأعيان للوزير فكتب إلى محمد باشا أن لا يدع مجالا لهذه الأحوال وأن يردع أعوانه ، ثم تكرر الطلب منه مرارا فلم يفد التنبيه فأصدر الوزير أمرا إلى متسلم كركوك (موسى آغا). في القبض على محمد باشا وسجنه (٢).
تمكن المتسلم من القبض عليه وسجنه. ولم تمض بضعة أيام حتى هجم أتباعه بثلاثمائة خيال أو مائتين على دار الحكومة ليلا وهربوه من السجن. وعلى هذا أمر الوزير بإلقاء القبض على والدهم خالد باشا وكان ينوي الفرار إلى إيران فسجن الاثنان في (باش أسكي) إلا أن محمد باشا بعد أن هرب من السجن ندم على فعلته فلم يذهب إلى جهة أخرى ، وإنما مكث في الجهة العليا من كركوك يبعد أربع ساعات أو خمس في (شواه) (٣) وعرض أمره على الوزير طالبا العفو وقبول معاذيره ...
وعلى هذا أصدر أمره بالعفو على أن لا يضر اتباعه بأحد فعاد إلى أنحاء كركوك. وحينئذ عفا عن والده خالد باشا. وأما سليمان باشا بن إبراهيم باشا ابن عمه فقد أخذت منه أيمان مغلظة على أن لا يخون مرة
__________________
(١) دوحة الوزراء ص ٣١٢ و ٣١٧ ومطالع السعود ص ٢٣٦.
(٢) موسى آغا الجد الأعلى لكامل بك وكمال بك أولاد حسن بك بن أحمد آغا بن موسى آغا من (الكولة من) أو الموالي.
(٣) الظاهر شوان.