الكرد. وصل إلى بعقوبة في ٢٨ آذار ، فذهب إلى قصر شيرين وعاد في ٨ نيسان ثم إنه في نهاية نيسان سنة ١٨٢٠ م ـ ١٢٣٥ ه اصطحب زوجته ماري وسكرتيره (بليّنو) وهو ألماني من أصل ايطالي ، وأحد الأطباء والسيد محمد المنشي البغدادي وسماه السكرتير الفارسي مع حاشية كبيرة من الخدم والحرس. وكان معه (ميناس) الأرمني. وهو جد ميناس الأرمني المتوفى سنة ١٩٤٨ م وكان الترجمان الأول للمقيمية. فأصدر الوالي أمره بلزوم العناية بهم إلا أنه ندم على ما فعل ، فأوجس خيفة من هذه الرحلة وأن يجوسوا خلال الديار وفسرها بأنه يريد اثارة الفتن والقلاقل وفي ١٢ آذار سنة ١٨٢١ ه ـ ١٢٣٦ م عاد إلى بغداد. فاشتد الخلاف بين الوزير وبينه إذ منع التجار من إصدار الأموال وجلبها أو أنه أمر السفن أن لا تذهب إلى الهند ولا تأتي منها فاتخذ الوالي التضييق عليه حتى أحرجه على الخروج من بغداد. ولم يأذن له بهذا الخروج حتى تعهد بأنه ذهب باختياره ومن تلقاء نفسه. وكانت جنود الوزير محيطة بالمقيمية معلنا أنه يقصد سلامة المقيم حذر أن يناله من التجار الهائجين ضرر.
دونت رحلة المقيم البريطاني في مجلدين وفيها تفصيل أحوال الكرد وما مر به من مواطن (١). كما أن السكرتير الفارسي السيد محمد ابن السيد أحمد الحسيني كتب رحلة بذلك أيضا وكانت مختصرة وفيها ما يزيد من بعض الوجوه على رحلة المقيم البريطاني (٢).
__________________
(١) نقلها معالي الأستاذ بهاء الدين نوري إلى العربية وطبع المجلد الأول منها سنة ١٩٥١ م في مطبعة السكك الحديدية ببغداد.
(٢) هذه رحلة المنشي البغدادي كتبها بالفارسية ونقلتها إلى العربية. طبعت بتعليقات سنة ١٣٦٧ ه ـ ١٩٤٨ م في مطبعة شركة التجارة والطباعة ببغداد.