ما استطاعه من قدرة وحسن عند الوزير أمره ...
ولما ورد حمود بن ثامر من البادية خدع ابن زهير في مودته. وعند ما ورد إليه وصار في قبضته منعه من الانصراف وركب معه متن الاعتساف وبقي عنده مدة حتى مرض من شدة القهر. فلما اشتد به المرض أذن له بالانصراف فدخل البصرة ومات. وكان رحمه الله ذا صدقات وافرة وأعمال بر نافعة وعفة عن الحرمات وسيرة حسنة منذ شبّ إلى أن مات (١).
يوم بصالة :
في هذه السنة حدث يوم بصالة. وهو لشمر على آل هذال وكبيرهم عبد الله بن هذال وكبير شمر صفوق. وكانت الغلبة لشمر واستولى الشمريون على هودج بنت ابن هذال. ونهبوا أموالهم.
ولما عبر ابن هذال الفرات ندب قبائل عنزة لأخذ الثار وغسل العار فاجتمع العنزيون وعبروا الفرات على الجزيرة ثم ساروا قاصدين شمر وذلك في سنة ١٢٣٩ ه ، وبقوا في مطاردة ومطاعنة ، ثم في آخر الأيام التي التقوا فيها أدبرت شمر وصارت النصرة لعنزة عليهم. وغنم العنزيون من شمر أموالا كثيرة وقتلوا منهم فرسانا عديدين.
ولما انكسرت شمر شد الوزير عضد كبيرهم صفوق وأفاض عليه من كرمه ما تضيق عنه ساحة عطاء الملوك ومن كرمه أنه أعطاه ثلاثين ألفا دفعة واحدة ... ولكنه أعطاها للشيخ خالد النقشبندي لقضاء ديونه.
منصب كتخدا :
اختير الحاج طالب كهية لمنصب كتخدا. وهذا هو والد الأستاذ
__________________
(١) المطالع ص ٢١٧.